تمكن أفراد الجيش مدعمين بحرس الحدود بحاسي خبي في بشار، على الحدود الجنوبية الغربية ليلة أول أمس، من إفشال مرور قافلة مهربي مخدرات كانت قادمة من الحدود المغربية وأطلقوا النار عليها، مما أدى إلى توقف سيارة وأسفرت عملية تفتيشها عن استرجاع 18 قنطارا و45 كلغ من الكيف المعالج. واستنادا إلى خلية الإتصال بقيادة الدرك الوطني التي أوردت المعلومة ، فإن أفراد الجيش مرفوقين بأفراد المجموعة العاشرة لحرس الحدود بحاسي خبي ببشار، كانوا في كمين عندما رصدوا سيارتين من نوع ''تويوتا ستاشن'' قادمة من الحدود المغربية، حيث قاموا باطلاق النار عليها بعد رفض السائقين الإمتثال لأوامر التوقف، مما أدى إلى وقف إحدى السيارتين، وسارع سائقها إلى الفرار على متن السيارة الثانية باتجاه المغرب. وعند تفتيش السيارة، ضبط أفراد الجيش وحرس الحدود 18 قنطارا و 45 كغ من الكيف، وعلم من نفس المصدر، أن الفرقة الإقليمية للدرك بتبلبالة، تشتغل على التحقيق في القضية. وكثفت القيادة الجهوية الثالثة للدرك ببشار مند مطلع السنة الجارية، الكمائن بمسالك المهربين بحاسي خبي، خاصة مع رفع درجة اليقظة في ظل توفر معلومات عن محاولات شبكات تهريب المخدرات الناشطة في المغرب، التخلص من المخزون الذي عرف كسادا السنة الماضية، على خلفية تشديد الإجراءات الأمنية على مستوى الحدود الجنوبية الغربية، أسفرت عن إحباط تهريب 65 طن من الكيف 70 من المائة عبر الحدود. وتحول مهربو المخدرات إلى النشاط عبر الحدود الجنوبية الغربية باتجاه موريتانيا عبر الجزائر، وقد يواجهون صعوبات بعد استنفار الأمن الموريتاني قواته على الحدود مع الجزائر ومالي، مما سيؤدي إلى تضييق الخناق على المهربين الناشطين على هذا المحور والبحث عن منافذ أخرى، خاصة وأن السلطات المغربية باشرت عملية إتلاف مخزون المخدرات المتواجد في المستودعات، بناء على القوانين المحلية، مما سيكبد الشبكات الإجرامية خسائر بالملايير، حيث قدر المحققون القيمة المالية للمخدرات المحجوزة من طرف مصالح الدرك العام الماضي 2000 مليار سنتيم. إلى ذلك؛ وجهت قيادة هيئة حرس الحدود تعليمات لأفرادها العاملين بالحدود، لعدم إطلاق النار على المهربين من بعيد، بعد أن تم الترخيص لهم بذلك في حال عدم الإمتثال للطلقات التحذيرية، وكشف العقيد زغيدة جمال عبد السلام رئيس قسم الشرطة القضائية بقيادة الدرك الوطني، خلال عرض التقرير السنوي لنشاطات وحداته، أن '' حرس الحدود تلقوا تعليمات بعدم إطلاق النار على سيارات المهربين من بعيد عند رصدها ''، ويكون ذلك بهدف استدراجها في الكمائن لإسترجاع كمية المخدرات وتوقيف المهربين، حيث يقوم السائقون بمجرد رؤية أفراد حرس الحدود بالفرار باتجاه التراب المغربي، مما دفع قيادة حرس الحدود إلى اعتماد مخطط أمني يرتكز على الكمائن المتواصلة والدوريات المكثفة، مع تفعيل العمل الإستعلاماتي.