الرئيس السوداني عمر البشير انطلقت السبت بالعاصمة القطرية الدوحة رسميا اجتماعات وزراء الخارجية العرب بعد اجتماعهم التشاوري مساء السبت الذي حدّدوا فيه نقاط جدول الأعمال، ومن المنتظر أن يرفع وزراء العرب مشروع جدول الأعمال للقادة والملوك في اجتماعهم المقرّر صباح الاثنين. * وقال وزير الخارجية القطري حمد بن جاسم بن جبر آل ثاني في كلمة افتتاحية أن اجتماع وزراء الخارجية العرب يأتي في ظروف غاية بالأهمية ويتطلب من الجميع جهودا كبيرة من أجل العمل العربي المشترك ويحتاج من الجميع إلى المصارحة والمكاشفة، مشيرا إلى أن الظروف التي تمر بها الأمة العربية، تدعو إلى يكون الجميع على قدر كبير من المسؤولية والعمل من أجل وحدة الصف والأهداف، محذرا من أن التحديات كبيرة والمخاطر كثيرة والشعوب العربية تنتظر منهم أن تكون أقوالهم مقرونة بأفعالهم. * كما أشار حمد بن جاسم إلى أن موضوع المحكمة الجنائية جاء في الوقت الذي تبذل فيه قطر جهودا لإحلال السلام وتجاوز الكثير من العقبات. * من جهته، استعرض وليد المعلم وزير الخارجية السوري الأحداث والتطورات الهامة التي جرت منذ انعقاد قمة دمشق العربية قبل عام، ولفت إلى أن الانقسام في الجسد العربي كبير وأن الطريق طويلة، مشيراًَ إلى أن السؤال المطروح هو إمكانية الصبر على هذا البعد الذي يقض مضاجع الشعوب العربية في كل مكان أو إمكانية الاستسلام أمام الضغوط التي تعرضنا لها جميعاً، وألمح إلى تعدد الإجابات والاجتهادات حول الأسئلة المطروحة، مشيرا إلى وجود اتجاه لدى البعض إلى القول أن الوضع القائم في نهاية لا منفذ بعدها، وإلى آراء تقول بأن ما تعرضت له الأمة العربية من تحديات وتجاوزات لتلك الأزمة هو دليل ناصع على أن الأمل في صحوة الأمة العربية واستعدادها للنهوض من كبوتها كان ماثلا أمام الجميع مهما ادلهمت الأحداث واشتدت رياح الأعاصير وانغلقت السبل. * وأكد عمرو موسى أن هناك مبادرات هامة تبنتها الجامعة العربية من بينها مباحثات الدوحة التي جمعت دول عربية والإتحاد الإفريقي وهيئة الأممالمتحدة وتمنى أن تستمر هذه العملية معبرا عن ثقته في دولة قطر للاستمرار في قيادة خاصة لهذه المهمة لاسيما ما تقوم به من تشاور وثيق مع الإتحاد الإفريقي في ذات الإطار، وقال أن قرار المحكمة الجنائية أثار الكثير من الدهشة ومن الغضب وهو موضع تساؤل لازدواجية المعايير واختيار موضوعات دون أخرى. * وقال مندوب الجزائر الدائم لدى الجامعة العربية عبد القادر حجار ل"الشروق"، أنه تم الانتهاء من صياغة بيان مستقل عن مشروع القرار الذي ينوي القادة إصداره بخصوص مذكرة المحكمة الجنائية القاضية بتوقيف الرئيس السوداني عمر البشير، وأشار حجار إلى أن البيان يرفض قرار المحكمة الجنائية ويدينه، كما فيه نقطة تتعلق بإعمار وتنمية السودان. * وبخصوص القمة الاستثنائية المزمع عقدها بالخرطوم للتعبير عن التضامن التام مع البشير، أوضحت مصادر ل"الشروق" أن وزراء الخارجية العرب رفعوا الأمر إلى القادة للبت فيه، ولو أن وزير الدولة للخارجية السوداني علي كرتي أكد في تصريح مقتضب على أن السودان لم تطلب عقد أي قمة طارئة بالسودان، وحسب ذات المصادر فإن الأجواء داخل قاعة إجتماعات وزراء الخارجية العرب كانت طيبة وسادها جو من التفاهم رغم غياب الوزير المصري أبو الغيط، الذي لم تتسرب لحد الآن معلومات بشأن حضوره ولا بشأن حضور رئيسه حسني مبارك، ولو أن المعلومات المتوفرة تشير إلى أن قمة الدوحة ستكون من أكثر القمم تمثيلا على مستوى القادة، بعد تأكد حضور الزعيم الليبي معمر القذافي والملك المغربي محمد السادس وتباينت المعلومات بخصوص حضور الملك الأردني عبد الله الثاني.