أكدت مصادر متابعة لملف اختطاف سائحين نمساويين من طرف ما يسمى "القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي" أن الاتصالات لا تزال جارية بين الخاطفين والسلطات النمساوية بعد مرور حوالي شهرين من اختطافهما بالصحراء التونسية في 10 مارس من العام الجاري، وقالت إن "الرهينتين توجدان بخير". وأوضحت هذه المصادر، أن التزام الطرفين الصمت وعدم إصدار التنظيم الإرهابي أي بيان منذ انقضاء آخر مهلة قبل حوالي شهر، تم باتفاق بينهما على خلفية أن الخاطفين بحاجة إلى تمديد المهلة لتسوية مشاكلهم الداخلية. كما يرفع الحرج عن السلطات النمساوية التي سارعت إلى الإعلان عن رفضها الرضوخ لمطلب الفدية والتفاوض مع الخاطفين. وقال مراقبون إن قيادة درودكال سعت على صعيد آخر إلى تمديد الأزمة على خلفية أن تواجد النمساويين في معاقل "القاعدة" يضمن حماية أكثر لأتباعها من أي تدخل عسكري، وهذا ما سيسمح لهم بإعادة ترتيب البيت وتجديد وتفعيل وسائل الاتصال والشبكات النائمة.يدخل اختطاف سائحين نمساويين بالصحراء التونسية شهره الثاني يوم السبت المقبل، ويرافق الصمت الذي يلف القضية منذ آخر بيان أصدره ما يسمى تنظيم "القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي" الذي لم يعلن فيه عن تمديد مهلة جديدة، تساؤلات ملحة حول مصير الرهينتين خاصة وأن البيان حمل السلطات النمساوية مايمكن أن يحدث لهما. السلطات النمساوية لاتزال تحتفظ بخيط الاتصال مع الخاطفين مصادر على صلة بالملف قالت ل"الشروق اليومي" أن الرهينتين "توجدان بخير"، وأن المفاوضات لا تزال متواصلة ومستمرة، لكنها تجري في سرية بعد أن تداركت السلطات النمساوية الخطأ التي وقعت فيه عندما سارعت إلى الإعلان عن وجود مفاوضات مع الخاطفين ولا تزال تحتفظ بخيط الاتصال، كما أن الصمت يرفع الحرج عن الخاطفين الذين يرجح أنهم بحاجة إلى تمديد الفترة لتسوية المشاكل التي يكونون في مواجهتها، وتفيد معلومات متوفرة لدى "الشروق اليومي" أن هناك انطباع أنه لا يوجد اتفاق داخلي في التنظيم الإرهابي حول المنفذ النهائي من هذه القضية في ظل وجود اختلاف بين جماعة عبد الحميد أبو زيد أمير كتيبة طارق بن زياد والمدعو يحيى أبو عمار أمير الصحراء وقيادة التنظيم حول قيمة الفدية وطريقة استلامها، وكذلك حول التمسك أو التخلي عن الشروط التي طرحتها "القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي" في وقت سابق، وتتعلق بالإفراج عن معتقليها في الجزائر وتونس أبرزهم عماري صايفي المعروف ب"عبد الرزاق البارا" أمير المنطقة الخامسة في الجماعة السلفية للدعوة والقتال وبودربالة عبد الفتاح أمير سرية العاصمة في "القاعدة". كما طرح البيان قضية الزوجين المعتقلين في النمسا اللذين سارعا إلى التبرؤ من إقحامهما في القضية، وتكون هذه الاختلافات قد أدت إلى تعطيل المفاوضات. المفاوضات مع بلمختار أربكت أتباع "عبد الحميد أبو زيد" ومن بين الأسباب التي تكون أيضا وراء التأخر في الوصول إلى تسوية، تشير مصادرنا إلى إمكانية تأثير المفاوضات الجارية مع مختار بلمختار أمير المنطقة التاسعة على تحركات الخاطفين، حيث يخشى أتباع درودكال من الدور الذي يمكن أن يؤديه من يوصف ب"العلبة السوداء" لإحباط العملية خاصة مسألة تسليم الفدية التي تتابعها السلطات الأمنية الجزائرية، إضافة إلى الوضع الأمني السائد في المنطقة التي يتردد أن الخاطفين يتحصنون بها شمال مالي التي عرفت عودة اشتعال المنطقة وتمت تصفية وسيطين قيل إنهما كانا سيقومان بتأمين طريق تسليم الفدية. وكانت قيادة تنظيم "القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي"، قد سارعت إلى تبني اختطاف سائحين نمساويين بالتراب التونسي في محاولة للتأكيد على أن تنظيمه ليس محليا، بل جماعة إقليمية مغاربية. وقالت مصادر أمنية جزائرية، تشتغل على ملف "الجماعة السلفية للدعوة والقتال"، إنها كانت تتوقع أن تنقل قيادة درودكال نشاطها خارج حدود الجزائر منذ إعلان انضمامها إلى "القاعدة" نهاية عام 2006، وسعى درودكال إلى تبييض جماعته وتدارك تجاوزاته بتنفيذ عمليات "نوعية" يسترجع من خلالها ثقة زعماء "القاعدة"، وحددت شروطا "سياسية" لكنها في الواقع تسعى إلى الفدية.