تكبدت قوات حلف الناتو في أفغانستان خسائر فادحة في صفوفها بمصرع عشرة جنود فرنسيين وإصابة 21 آخرين في اشتباكات عنيفة مع مقاتلي حركة طالبان شرق العاصمة الأفغانية كابول. ووقعت الاشتباكات مع الجنود الفرنسيين التابعين لقوات حفظ الأمن لحلف الناتو المعروفة اختصارا "ايساف" بعد أن تعرضت قافلتهم إلى هجوم من مسلحي حركة طالبان. وتعد هذه أكبر حصيلة تتكبدها القوات الفرنسية منذ نشرها في أفغانستان عام 2002 والأولى من نوعها منذ إعلان الرئيس ساركوزي تعزيز التواجد العسكري لبلاده في أفغانستان خلال قمة الحلف الأطلسي بالعاصمة الرومانية بوخاريست شهر أفريل الماضي. ويوجد في أفغانستان حوالي 3 آلاف جندي فرنسي ضمن قوات الناتو في أفغانستان أغلبهم في منطقة كابول التي تضم بالإضافة إلى العاصمة عدة مدن منها ساروبي وكابيسا شمال شرق العاصمة. وقال مصدر بالاستخبارات الأفغانية أن الجنود الفرنسيين تعرضوا للهجوم في قرية بالقرب من مدينة ساروبي الواقعة 50 كلم شرق كابول باستخدام أسلحة مختلفة من بينها رشاشات ثقيلة. وفور وقوع الهجوم الذي استهدف القوات الفرنسية أعلنت الرئاسة الفرنسية أن الرئيس نيكولا ساركوزي سيتوجه على جناح السرعة إلى أفغانستان من أجل تقديم الدعم لقوات بلاده. وأقر الرئيس الفرنسي بأن بلاده تلقت ضربة قاسية من قبل من وصفهم بالإرهابيين لكنه أكد بالمقابل عزم فرنسا على مواصلة محاربتها للإرهاب وقال في بيان أمس أن هذه القضية العادلة تحتم على شرف فرنسا وقواتها الدفاع عنها. وأوضح الرئيس ساركوزي أن الجنود كانوا يشاركون في دوريات استطلاع مع القوات الأفغانية عندما وقعوا في الكمين وأكد أن محاولات جادة اتخذت لإنقاذهم من كمين طالبان. من جانبه أكد ذبيح الله مجاهد المتحدث باسم حركة طالبان إلحاق أضرار بالغة في الأرواح في صفوف قوات حلف الناتو في منطقة ساروبي. وقال أن مسلحي الحركة نصبوا كمينا لقوات حلف الناتو بهذه المنطقة واستخدموا في تنفيذه الألغام والقذائف الصاروخية حيث تمكنوا من تدمير خمس عربات عسكرية وإلحاق خسائر فادحة في صفوف تلك القوات. وأضاف أن قوات حلف الناتو ردت على الهجوم بتنفيذ غارات جوية مما أدى إلى مصرع خمسة مقاتلين من عناصر الحركة و15 مدنيا. غير أن المتحدث باسم وزارة الدفاع الأفغانية الجنرال محمد ظاهر عظيمي لم يقدم أي تعليق على خسائر قوات "ايساف" إلا انه أعلن مقتل 13 من مسلحي طالبان في هذه الاشتباكات من بينهم مسلح باكستاني. وبمقتل الجنود العشرة أمس يرتفع عدد الجنود الفرنسيين الذين قتلوا في أفغانستان منذ وصول القوات الفرنسية إليها عام 2002 إلى 24 قتيلا في وقت بلغ فيه عدد جنود قوات حلف الناتو الذين لقوا مصرعهم منذ بداية العام الجاري 176 قتيلا. يذكر أن حركة طالبان سجلت عودة قوية إلى ساحة المعركة في الاشهر الأخيرة بتكثيفها لهجماتها وعملياتها الانتحارية ضد قوات حلف الناتو بقيادة الولاياتالمتحدةالأمريكية.