تجددت الاشتباكات صباح أمس في مدينة ستراسبورغ بين قوات الأمن الفرنسية ومتظاهرين مناوئين لحلف شمال الأطلسي (الناتو) الذي بدأ قادته يوم أول أمس في ألمانيا قمة يختتمونها اليوم في فرنسا.وقد أطلقت الشرطة الغاز المسيل للدموع وخراطيم المياه لتفريق المتظاهرين، وطوقت وسط المدينة قبل ساعات من انطلاق اجتماعات قمة الحلف التي تتزامن مع العيد الستين لإنشائه. وكانت الشرطة ألقت القبض على ثلاثمائة شخص ليلة أول أمس، وأخلت وسط المدينة من المتظاهرين وأعلام السلام، كما قطعت وسائل النقل العام عن موقع خيام يضم آلاف المتظاهرين. وقال وسائل الإعلام الفرنسية إن شخصين أصيبا بجروح في اشتباكات يوم اول أمس اندلعت بعد فترة قصيرة من إلقاء الرئيس الأمريكي باراك أوباما كلمة في اجتماع عام غير رسمي وسط ستراسبورغ. واتفق قادة الحلف الاطلسي على ضرورة صياغة إستراتيجية جديدة له تحل محل الإستراتيجية السابقة التي يرجع تاريخها إلى عام 1999، مع إدخال مهام جديدة مثل مكافحة القرصنة البحرية وقراصنة الكمبيوتر، إضافة إلى التعاون مع روسيا على الرغم من الخلافات الكبيرة معها. وأخفق زعماء الناتو في انتخاب أمين عام جديد للحلف، وهو منصب يعتبر رئيس وزراء الدانمارك أندرس فوغ راسموسن أبرز مرشح للفوز به لولا التحفظات التركية، في حين قال مسؤول أمريكي كبير إن اختيار أمين عام جديد للحلف ليس أمرا ملحا الآن. وأبدت المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل ثقتها في اتخاذ قرار بالموضوع مع نهاية، لكن ذلك لم يحدث، حيث لم يبت قادة الحلف في من يخلف الأمين العام الحالي ياب دي هوب شيفر الذي تنتهي ولايته آخر جويلية المقبل. ولم يشأ ناطق باسم الناتو تحديد أسماء المرشحين الذين بحث أمرهم، أو كم دولة من الأعضاء ال28 أثارت تحفظات، واكتفى بالقول إن الحلف سيتوصل إلى اتفاق، وهو ما يجب أن يكون بالإجماع حسب أعراف الناتو التي تقضي أيضا منذ إنشائه عام 1949، بأن يكون الأمين العام أوروبيا. وقالت ميركل في مؤتمر صحفي مع أوباما في مدينة بادن الألمانية إنها ستسعى إلى إقناع بقية أعضاء الحلف بقبول ترشح راسموسن لأنه "خيار ممتاز".ويعتبر راسموسن أبرز ثلاثة مرشحين بقوا في السباق، ويحظى بدعم الولاياتالمتحدة ودول أوروبية رئيسية كألمانيا وبريطانيا وفرنسا. لكن رئيس وزراء تركيا رجب طيب أردوغان، الذي تعد بلاده الدولة الوحيدة من العالم الإسلامي بالناتو، يرى أن انتخاب راسموسن لن يخدم علاقة الحلف بالعالم الإسلامي، وهي علاقة يعتبر الناتو في أشد الحاجة إليها بسبب توسعه في أفغانستان. وقال أردوغان للصحفيين في إسطنبول "لمَ التشبث باسم واحد؟ ألا توجد خيارات أخرى؟". وقبل ذلك تساءل في معهد أبحاث بلندن: كيف يبحث الحلف عن نشر السلام وينتخب شخصية احتضنت بلادها "بوقا للإرهاب". وتتلخص اعتراضات أنقرة في ثلاث نقاط هي موقف راسموسن من أزمة الرسوم المسيئة للرسول محمد صلى الله عليه وسلم، حين اعتبر نشرها حرية تعبير، واحتضان الدانمارك قناة تلفزيونية تؤيد -حسب أنقرة- حزب العمال الكردستاني المصنف أوروبيا حركة إرهابية، ومعارضته انضمام تركيا إلى الاتحاد الأوروبي. الاشتباكات بين الشرطة الفرنسية والمتظاهرين/ص.ح.م