وصف وزير الخارجية السوري وليد المعلم في حديث نشر الثلاثاء أن خطاب الرئيس الأمريكي باراك اوباما في تركيا بأنه "مهم" و"ايجابي"، ولكنه أشار إلى ضرورة انتظار كيفية تعامل الولاياتالمتحدة مع الحكومة الإسرائيلية التي تمثل اليمين المتطرف. وقال المعلم لصحيفة "السفير" اللبنانية من اسطنبول حيث شارك الوزير السوري في منتدى تحالف الحضارات، أن خطاب اوباما "يعكس توجها واضحا تجاه حل الدولتين" الفلسطينية والإسرائيلية،وهو التوجه الذي ترفضه حكومة بنيامين نتانياهو. * ولكن الرئيس باراك اوباما مع ذلك دعا العالم الإسلامي إلى اعتماد مقاربة أكثر "توازنا" حيال إسرائيل، مؤكدا أن الدولة العبرية غير مسؤولة عن كل المشاكل في الشرق الاوسط. * وأوضح المعلم أن ما قاله اوباما "مهم لكن يبقى أننا نحتاج إلى معرفة ما هي طبيعة العلاقة الإسرائيلية الأمريكية لتحقيق ذلك، مؤكدا أن مع الحكومة الإسرائيلية تمثل اليمين المتطرف وما زالت ترفض حل الدولتين ومرجعية مؤتمر مدريد للسلام ومقررات الشرعية الدولية ومبادرة السلام العربية. وأكد الرئيس الأمريكي في انقرة الاثنين أن مؤتمر أنابوليس وخارطة الطريق تشكلان طريق السلام في الشرق الأوسط، مؤكدا أن الولاياتالمتحدة تدعم بحزم هدف إقامة دولتين إسرائيل وفلسطين تتعايشان بسلام وامن . وقال أن هذا هو الهدف الذي اتفقت الأطراف المعنية على تحقيقه ضمن خارطة الطريق وفي انابوليس، وهذا هو الهدف الذي سأعمل على تحقيقه بنشاط بصفتي رئيسا. * وجاءت تصريحات اوباما بعد أن أعلن وزير الخارجية الإسرائيلي افيغدور ليبرمان الأسبوع الماضي أن بلاده ليست ملتزمة بعملية انابوليس. ومن جانبه، أشاد وزير الخارجية المصري احمد أبو الغيط بالتصريحات التي أدلى بها الرئيس باراك اوباما في انقرة لطمأنة العالم الإسلامي واعتبرتها "موقفا جديدا ومتقدما من الولاياتالمتحدة". * وقال أبو الغيط في تصريحات للصحافيين أن هذه التصريحات تعد "خطوة أولى مهمة في اتجاه تخفيف الاحتقان الذي شهدته العلاقات بين العالم الإسلامي من جهة والولاياتالمتحدة والغرب من جهة أخرى خلال الأعوام السابقة وإعادة بناء جسور الثقة بين الولاياتالمتحدة وأكثر من مليار مسلم في العالم . ورحب الوزير المصري بتأكيد الرئيس اوباما أن علاقة الغرب مع الإسلام يجب ألا تنحصر في مكافحة الإرهاب وإنما يجب أن تتأسس على الاحترام المتبادل والمصلحة المشتركة . وأشار أبو الغيط إلى أن "الصراع العربي الإسرائيلي واستمرار احتلال الأراضي العربية يمثل بؤرة رئيسية للتوتر في العالم تغذي قوى التطرف والإرهاب، مطالبا ببذل الجهد لإنهاء هذا الصراع الدامي الذي اثر بالسلب على العلاقة بين العالم الإسلامي والغرب . * وذكرت صحيفة هآرتس الإسرائيلية الثلاثاء أن الرئيس الأمريكي سيزور إسرائيل والضفة الغربية مطلع جوان المقبل. وقالت الصحيفة نقلا عن "نبأ تتداوله البعثات الدبلوماسية الأمريكية في المنطقة" إن زيارة أوباما تهدف إلى تأكيد التزامه الفعلي التوصل إلى حل يقضي بإقامة دولة فلسطينية. * وغادر الرئيس باراك اوباما غادر الثلاثاء تركيا في ختام زيارة دامت يومين أكد خلالها عزمه على إقامة "شراكة" مع العالم الإسلامي وترسيخ العلاقات بين واشنطن وأنقرة. والتقى اوباما رجال دين وطلابا في اسطنبول بهدف التواصل مع المجتمع التركي وزار أيضا مسجدين. وكانت زيارة اوباما إلى تركيا المحطة الأخيرة في جولته الخارجية التي قادته إلى لندن للمشاركة في قمة مجموعة العشرين ثم إلى فرنسا وألمانيا لحضور قمة حلف شمال الأطلسي ثم إلى براغ للقاء قادة الاتحاد الأوروبي. *