أعرب وزير الخارجية السوري وليد المعلم عن استعداد بلاده لاستئناف التفاوض غير المباشر مع إسرائيل، لكنه رهن ذلك بأن تكون مبنية على نفس المبادئ التي قامت عليها سابقا وهي العودة إلى حدود الرابع من جوان 1967 وعودة الجولان المحتل وعدم تأثيرها سلبا على المسار الفلسطيني. وشدد المعلم في مؤتمر صحفي مشترك مع نظيره الإيطالي فرانكو فراتيني في دمشق على ألا تستخدم تلك المحادثات -التي توسطت في جولاتها الثلاث الماضية تركيا- كغطاء لشن حرب على لبنان أو قطاع غزة. وكانت المحادثات غير المباشرة بين دمشق وتل أبيب التي ترعاها أنقرة علقت بعد شن إسرائيل حربا دامية على قطاع غزة التي تسيطر عليه حركة المقاومة الإسلامية (حماس) أواخر ديسمبر استمرت أكثر من ثلاثة أسابيع، وذلك بعد ثلاث جولات لم تحرز أي تقدم. وجاء موقف المعلم بعد أن أعرب نظيره الإيطالي عن أمله بعودة المفاوضات غير المباشرة بين سوريا وإسرائيل وتطورها لتصبح مباشرة، وأبدى فراتيني استعداد بلاده للعب دور في عملية السلام بمنطقة الشرق الأوسط إلى جانب الولاياتالمتحدة على أساس المبادرة العربية ومقررات اللجنة الرباعية. وقالت إن رغبة إيطاليا بالمساعدة في محادثات السلام فسرها فراتيني بتمتع روما بعلاقات مع دول المنطقة، حيث أشار إلى أن وزير الخارجية الإسرائيلي أفيغدور ليبرمان سيزور إيطاليا في بداية ماي المقبل كما يزور رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو الولاياتالمتحدة. وكان الوزير الإيطالي التقى الرئيس السوري بشار الأسد وبحث معه العلاقات الثنائية والوضع في المنطقة وعلاقة سوريا بالاتحاد الأوروبي وما وصفت بالتطورات الايجابية في المواقف الأمريكية مؤخرا، ووصف فراتيني مباحثاته مع الأسد بالمفيدة جدا. وفي موضوع آخر أشار فراتيني إلى إمكانية أن تلعب سوريا دورا هاما في العراق في المستقبل، وأشار إلى إمكانية التعاون مع دمشق لإعادة إعمار العراق وأن تلعب دورا في بناء علاقات سياسية متينة مع العراق. وكان الوزير الإيطالي وصل إلى سوريا مساء أول أمس الثلاثاء قادما من لبنان. تجدر الإشارة إلى أن وزير خارجية إسرائيل ليبرمان قال في أول يوم بمنصبه إنه لا يوجد أي قرار حكومي بشأن المحادثات مع سوريا. وأشار إلى أنه قال سابقا إنه ليس موافقا على الانسحاب من الجولان، وأضاف "تبادل السلام مقابل السلام" وليس على المبدأ التي عملت عليه الحكومات السابقة الأرض مقابل السلام.