عبد العزيز بوتفليقة ولد الدبلوماسي المحنك ورئيس الجزائر لعهدتين والمرشح لعهدة ثالثة، عبد العزيز بوتفليقة بتاريخ 2 مارس 1937م. * * ودق بوابة النضال من أجل القضية الوطنية باكرا عند سن التاسعة عشرة من عمره، بعد أن فضل صفوف جيش التحرير الوطني على الدراسة في أعقاب إنهائه لدراسته الثانوية، وبالرغم من سنه اليافعة فقد أنيطت له مهمتان، فكان في الأولى مراقبا عاما للولاية الخامسة، والثانية ضابطا في المنطقتين الرابعة والسابعة بالولاية الخامسة. ألحق بهيئة قيادة العمليات العسكرية بالغرب، ثم لدى هيئة قيادة الأركان العامة، قبل أن يوفد، إلى حدود البلاد الجنوبية لقيادة "جبهة مالي"، هذه المهمة التي حملته اسم "عبد القادر المالي"، عين وزيرا للشباب والسياحة في أول حكومة جزائرية بعد الإستقلال. وفي سنة 1963، تقلد حقيبة وزيرا للخارجية. * شارك بوتفليقة بصفة فعّالة في التصحيح الثوري ليونيو 1965 وأصبح عضوا في مجلس الثورة تحت رئاسة هواري بومدين، وهو الذي جعل من منصب وزير الخارجية، نشاطا ديبلوماسيا أضفى على الجزائر إشعاعا ونفوذا مكنها من تبوء ريادة العالم الثالث، وهو المتحدث الذي تصغي إليه القوى العظمى، صيت بوتفليقة دبلوماسيا جعل منه ذلك المناصر للقضايا العادلة في العالم. * الدبلوماسي المحنك والمعترف باقتداره وتضلعه، أعطى السياسة الخارجية دفعا حققت به نجاحات عظيمة على عديد الأصعدة كتوطيد الصفوف العربية خلال قمة الخرطوم سنة 1967، وفي حرب أكتوبر 1973، وهو الذي تمكن من انتزاع الاعتراف الدولي للحدود الجزائرية وإفشال الحصار الذي فرض على الجزائر بعد تأميم المحروقات. * انتخب الذراع الأيمن وأمين سر الرئيس بومدين بالإجماع رئيسا للدورة التاسعة والعشرين لجمعية الأممالمتحدة سنة 1974 ونجح خلال عهدته في إقصاء إفريقيا الجنوبية بسبب سياسة التمييز العنصري، على الرغم من المعارضات، ومكن بوتفليقة الفقيد ياسر عرفات، زعيم حركة التحرير الفلسطينية من إلقاء خطاب أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة. بعد وفاة الرئيس هواري بومدين في 1978، وبحكم العلاقة الوطيدة التي كانت تربطه به كان صوته آخر صوت ودع فقيد الجزائر، وداعا بقي راسخا في الأذهان. * كما رفض منصب رئيس الدولة في إطار آليات المرحلة الانتقالية، وهو صاحب المقولة الشهيرة "أرفض أن أكون ثلاثة أرباع رئيس"، قبل أن يعلن في 1998 ، نية الدخول في المنافسة الانتخابية الرئاسية كمرشح حر، وانتخب في 16 أفريل 1999 رئيسا للجمهورية فتمكن من إخماد نار الفتنة وإعادة الأمن و السلم والاستقرار. وباشر في سبيل ذلك مسارا تشريعيا للوئام المدني فتأتى له تعزيز دعائم الدولة من خلال هياكلها والمنظومة القضائية والمنظومة التربوية، واتخاذ جملة من الإجراءات الاقتصادية، كما رسم تمازيغت لغة وطنية ومكن بوتفليقة الجزائر من دخول نوادي الكبار، وأصبحت شريكا لدى مجموعة الثمانية. * إنجازاته مكنته في 22 فيفري 2004، من إعلان ترشحه لعهدة ثانية، مدافعا عن الأفكار والآراء الكامنة في مشروع المجتمع الذي يؤمن به ولاسيما المصالحة الوطنية، ومراجعة قانون الأسرة، ومحاربة الفساد، ومواصلة الإصلاحات. أعيد انتخاب الرئيس بوتفليقة في 8 أفريل 2004 بما يقارب 85 % من الأصوات. فحسم الاستفتاء حول سياسة المصالحة الوطنية التي زكاها الشعب الجزائري بالأغلبية المطلقة.