موسى تواتي يعرف عن زعيم الجبهة الوطنية الجزائرية، موسى تواتي، بأنه أكثر الناشطين السياسيين والجمعويين حركية، مقارنة ببقية المرشحين للانتخابات الرئاسية التي تجرى اليوم.. * * فهو السياسي الذي تربى في مراكز أبناء الشهداء منذ البدايات الأولى للاستقلال، ما مكنه من اكتساب ثقافة نضالية فتحت له آفاق دخول المعترك السياسي بنجاح. * ويرجع الفضل لموسى تواتي في التأسيس لنضال أبناء الشهداء، وهي الفئة التي وجدت نفسها غداة الاستقلال من دون معيل، بسبب فقدان آبائها في معارك الجهاد المرير من أجل حصول الجزائر على استقلالها، فولد ثقافة مطلبية للدفاع عن حقوقها. * لذلك فلا غرابة أن نجد موسى تواتي، الذي يرفض بشدة وصفه بالأرنب في سباق التاسع أفريل، هو من أسس التنسيقية الوطنية لأبناء الشهداء، وقبل ذلك المنظمة الوطنية لأبناء الشهداء، ثم حزب الجبهة الوطنية الجزائرية في نهاية التسعينيات. * ولد موسى تواتي في الثالث أكتوبر من العام 1953 في بني سليمان بولاية المدية، وهناك نشأ في بيئة وطنية نضالية، كونه ابن شهيد تربى وتكوّن في مراكز أبناء الشهداء منذ 1963 إلى غاية 1971. * ساهم دخول تواتي الجامعة في تقوية ثقافته وبناء شخصيته النضالية، ففي الجامعة التي تعتبر المحضن الحقيقي لصقل المواهب، برز تواتي المناضل في الحركة المطلبية الطلابية، وبعد خروجه من الجامعة انتقل للنضال من أجل الدفاع عن فئة أبناء الشهداء رفقة عدد من زملائه، حيث تكلل هذا النضال بتأسيس منظمة أبناء الشهداء في سنة 1982. * يحسب لصالح مرشح الجبهة الوطنية ترسيم الثامن عشر فيفري من كل سنة كيوم وطني للشهيد، وجاء ذلك تتويجا لأشغال الندوة التأسيسية الأولى لأبناء الشهداء، وبعد ذلك قام بتأسيس التنسيقية الوطنية لأبناء الشهداء في سنة 1989 وترأسها إلى غاية 1998، وهو تاريخ تأسيس الجبهة الوطنية الجزائرية، التي لا زال يرأسها إلى غاية اليوم. * لم يتردد موسى تواتي في خوض كثير من المعتركات الحاسمة ما جلب له متاعب سياسية، فقد شارك في رئاسيات 2004، منافسا لبوتفليقة كما هو الشأن عليه اليوم، وقد اختار حينها إعلان الحرب على صاحب العهدة الثالثة، بعد أن اعتبر إقصاءه من طرف المجلس الدستوري "قرارا سياسيا" من بوتفليقة، الأمر الذي دفعه إلى الوقوف إلى جانب المرشح السابق علي بن فليس. * متاعب موسى تواتي السياسية بدأت مباشرة بعد رئاسيات 2004، بظهور حركة تصحيحية سرعان ما تمكن زعيم الجبهة الوطنية من احتوائها بسرعة في مؤتمر أبقاه رئيسا للحزب لعهدة أخرى.