محمد السعيد يصفه المقرّبون منه ب "الرجل الهادئ الذي لا يثور إلا للحق".. بينما يعيب عليه خصومه برودته في استعراض أفكاره وإن يعتبرها ابن جبال جرجرة الشامخة رزانة في طرح مشروع مجتمع وتحديد مصير أمة.. * * ويقول إنها حكمة ورثها من أبيه الروحي الدكتور الإبراهيمي وصقلها في الحياة الإعلامية والدبلوماسية والنضالية من أجل أن يكون "شراحا لا براحا". * من قرية بوعدنان بأعالي جبال جرجرة بولاية تيزي وزو خطى بلعيد محند أو السعيد مواليد 20 جانفي 1947 أول خطواته قبل أن يلتحق بكلية الحقوق والعلوم الاقتصادية ليتخرج منها سنة 1971 حاملا لشهادة في العلوم السياسية، كما اشتغل خلال فترة دراسته الجامعية كمراسل جهوي لجريدة النصر وقيما بثانوية القديس "أوغستان" بعنابة وترأس حركة الطلبة الملتزمين بجامعة الجزائر والتي جمعته بعرابه في الحياة السياسية الدكتور الطالب الإبراهيمي. * التحق محمد السعيد بالتلفزة الوطنية سنة 1968 وترأس هيئة تحرير مجلة الشباب اللسان المركزي لشبيبة جبهة التحرير الوطني، كما عُين مديرا عاما للمركز الجزائري للإعلام والثقافة في بيروت قبل أن يتم استدعاؤه إلى الجزائر سنة 1976 لتولي مهام مدير عام لصحيفة الشعب ومديرا عاما لوكالة الأنباء الجزائرية، إلى أن التحق بسلك الدبلوماسية الجزائرية سنة 1982 كناطق رسمي باسم وزارة الخارجية، وبعد سنة 1983 مثّل الجزائر في منظمة المؤتمر الإسلامي كمندوب دائم إلى غاية سنة 1986 حينما عيُن سفيرا للجزائر بدولة البحرين وتولى مهمة مسؤول الإعلام بمديرية الحملة الانتخابية للدكتور الطالب الإبراهيمي في رئاسيات 1999 و2004. * شارك محمد بلعيد محند أوالسعيد في تأسيس حركة الوفاء والعدل غير المعتمدة رفقة أبيه الروحي الدكتور الطالب الإبراهيمي، واستمر في نضاله حتى بعد اعتزال الإبراهيمي الساحة السياسية وركونه لكتابة المذكرات حيث أعلن في 10 جانفي 2009 عن تأسيس حزب الحرية والعدالة والذي سيودع ملف اعتماده على مستوى مصالح وزارة الداخلية بعد 15 يوما فقط. * ووعد صاحب الشارة البرتقالية أن تكون أولى قراراته في حال دخوله قصر المرادية بعد التاسع أفريل: "تحية العلم الوطني" لإشعار الناس بأهميته، ثم فتح الساحة السياسية ومجال السمعي البصري. كما ركّز المطالب ب"لتغيير الآن" في برنامجه الإنتخابي على تطهير المنظومة الأخلاقية في الجزائر من شوائب الفساد بعد أن تدنست بظواهر خطيرة كالرشوة والنفاق والاحتيال وشراء الذمم، مراهنا على أصوات الشباب ليُرجحوا الكفة الانتخابية لصالحه يوم الحسم والذين وعدهم محمد السعيد بمشاريع تُعيد الأمل لهم وللجزائر.