كشفت مصادر مقربة من قطاع البريد وتكنولوجيا الاتصال، أنه تم إنهاء مهام الرئيس المدير العام لمجمع اتصالات الجزائر، مولود جزيري، الذي عين في المنصب يوم 2 جانفي الماضي خلفا للرئيس المدير العام الأسبق للشركة، خير الذين سليمان، الذي أنهيت مهامه هو الآخر يوم 31 ديسمبر 2007. مما يعني أن قمة هرم اتصالات الجزائر تعرض للتغيير ثلاث مرات في ظرف أربعة أشهر. وأضاف المصدر، أن مولود جزيري تقرر استبداله بالمدير السابق لمركز البحث في الإعلام العلمي والتقني "سيريست"، موسى بن حمادي البالغ من العمر 60 سنة والذي سبق له الإشراف على المركز منذ 1986 إلى غاية 2002 تاريخ انتخابه نائبا في صفوف جبهة التحرير الوطني، نائبا عن ولاية برج بوعريريج والذي كان عضو لجنة النقل والاتصالات السلكية واللاسلكية في المجلس الشعبي الوطني. وسيتم تنصيب الرئيس المدير العام الجديد لاتصالات الجزائر يوم الاثنين القادم من طرف وزير البريد وتكنولوجيا الاتصال بوجمعة هشور. وقال المصدر إنه في الوقت الذي كان ينتظر أن يقوم وزير القطاع بإجراء تغيير وشيك على رأس مؤسسة بريد الجزائر التي تعاني من فوضى عارمة بسبب مشاكل في التسيير، تفاجأ الجميع بإنهاء مهام الرئيس المدير العام لاتصالات الجزائر مولود جزيري، بدون معرفة الأسباب التي عجلت بذهابه، إلى درجة أنه تلقى الخبر في ساعة متأخرة من مساء الأربعاء الماضي بعيد توقيعه على عقد شراكة استراتيجية لإدماج الحلول مع الشركة الأمريكية سيسكو سيستامز، وهو القرار الذي يتوقعه أي كان داخل مجموعة اتصالات الجزائر. وجاء قرار تعيين رئيس مدير عام جديد لمجموعة اتصالات الجزائر في الوقت الذي ينظر إلى المجموعة على أنها تعاني من متاعب ساهمت في عرقلة تطور المجموعة في مجال الهاتف الثابت والانترنت، وهي الوضعية التي أثيرت خلال الجمعية العامة لمجلس إدارة اتصالات الجزائر التي عقدت يوم الثلاثاء الماضي يوم واحد قبل اتخاذ القرار، وهو ما يبرر تعيين موسى بن حمادي على رأسها كونه يملك من الخبرة ما يسمح له بترجيح الكفة هذه المرة كونه أول من أدخل الانترنت إلى الجزائر وأول مزود بهذه التقنية قبل فتح المجال للقطاع الخاص. وقالت مصادر على صلة بالموضوع، أن التعيين الجديد يهدف بالدرجة الأولى إلى تسريع وتيرة نمو المتعامل التاريخي الذي يعاني من تأخر في مجاله بالمقارنة مع منافسيه، وهو ما يمثل سابقة أولى من نوعها على الصعيد العالمي، حيث تكون بعد التقرير التي رفعت للرئيس في هذا الشأن قد بلغته، وهو ما يفسر هذا التدخل السريع ومن أعلى المستويات وبدون انتظار، وخاصة في ظل الحديث عن ضرورة تنفيذ عملية فتح رأس مال مجمع اتصالات الجزائر بنسبة حوالي 35 بالمائة، لصالح مجموعة دولية تملك التكنولوجيا اللازمة لتطوير المجموعة وفروعها الخاصة بالهاتف الثابت والانترنت التي تعاني من تأخر بالمقارنة مع النتائج الجيدة التي حققها فرع الهاتف النقال التابع للمجموعة، حيث بلغ متوسط العائد الشهري لكل مشترك لدى موبيليس 300 دج بالمقارنة مع 1200 دج للمنافسين، ما يتطلب بذل جهد كبير لبلوغ مستوى متقدم. وأكدت مصادر "الشروق اليومي"، أن تعيين بن حمادي موسى على رأس مجمع اتصالات الجزائر سيتبع خلال الأسابيع القادمة بحركة واسعة على مستوى فروع المجموعة من أجل إعطاء حركية جديدة للمجموعة لتمكينها من استرداد الريادة في قطاع الاتصالات الجزائري.