صورة من الأرشيف يرى متتبعون للشأن الأمني أن الوضع الأمني عرف استقرارا لافتا في السنوات الأخيرة وتراجع نشاط الجماعات الإرهابية بشكل لافت جدا، لكن الرئيس الجديد في المرحلة المقبلة، سيكون في مواجهة تسوية مخلفات سنوات العنف والإرهاب، أبرزها ضرورة تسوية الملفات العالقة لضحايا المأساة الوطنية وطي ملفات الأزمة الأمنية نهائيا و"تأطير" وضعية التائبين حديثا. * وعلى الصعيد الميداني، سيكون الرئيس الجديد في مواجهة "بقايا الإرهاب" الذين يرفضون اليد الممدودة لآخر مرة. * واللافت في مكاتب الاقتراع المنتشرة في معاقل الانتحاريين والإرهابيين الذين لا يزالون ينشطون في الجماعات الإرهابية بأحياء باش جراح، براقي، بوروبة بالعاصمة، والثنية، أولاد علي برأس جنات، أولاد عامر ببرج منايل بولاية بومرداس، أن العديد من عائلاتهم اتجهت للانتخاب، إضافة الى عدد من المستفيدين من العفو الشامل وقانون الوئام المدني، وإن كان بعض المراقبين يشيرون الى أن عائلات الإرهابيين والانتحاريين تريد التبرؤ من سلوك أبنائها، لكن بعض أقاربهم الذين تمكنا من الحديث إليهم، أكدوا أنهم يراهنون كثيرا على الرئيس المقبل في ترقية المصالحة الوطنية واتخاذ إجراءات لصالح هذه الفئة تكون "شجاعة" ويراهن هؤلاء على عفو شامل وتسوية الوضعيات العالقة للإرهابيين الموجودين رهن الاعتقال رغم استفادتهم من تدابير ميثاق السلم والمصالحة الوطنية. * ونقل هؤلاء عن أقاربهم رغبتهم في تسليم أنفسهم لكنهم يرهنون نزولهم بالإعلان عن الرئيس الفائز في الانتخابات الرئاسية التي جرت أمس، وإن كانت كل المؤشرات اشارت الى اعتلاء عبد العزيز بوتفليقة كرسي الرئاسة لعهدة ثالثة، فإن الإرهابيين النشطين ينتظرون ذلك "رسميا" وتجسيد "وعوده" خلال الحملة الانتخابية قد يكون أهمهما الإعلان عن عفو شامل ل "تأطير" الإرهابيين الراغبين في تسليم أنفسهم، خاصة وأن بعض الأوساط المتابعة للشأن الأمني تؤكد أن حسان حطاب مؤسس "الجماعة السلفية للدعوة والقتال"، تحرك ميدانيا بعد حصوله على "ضمانات" من السلطات لتسوية نهائية للملف الأمني بإصدار عفو شامل. * المرحلة القادمة على الصعيد الأمني ستعرف برأي العديد من المتتبعين للشأن الأمني اتجاها نحو تكريس الحل الاستئصالي لبقايا الجماعات الإرهابية التي تعارض الاستفادة من آخر فرصة لها، خاصة في ظل اتجاهها الى اعتماد المنهج التكفيري وتفويت اليد الممدودة هذه المرة لآخر مرة. * وسيكون الرئيس الجديد أيضا في مواجهة مخلفات سنوات العنف والإرهاب، أبرزها الجريمة المنظمة بأشكالها في ظل بروز شبكات إجرامية منظمة مختصة في التهريب وتبييض الأموال وامتداد نشاط هذه الشبكات الى خارج الحدود والتنسيق بين هذه العصابات والجماعات الإرهابية. *