القبائل ترتمي في أحضان بوتفليقة صنعت الهيئة الناخبة لولاية تيزي وزو نهار أول أمس الخميس حدثا هاما في تاريخها وخرجت للساحة بوجه جديد بنسبة فاقت كل التوقعات. * * فبعد أن كانت هذه المنطقة في السابق حكرا على بعض التنظيمات السياسية الداعية في أكثر من موعد انتخابي إلى المقاطعة وعدم المشاركة والتي تمكنت في كم من مرة من إقناع غالبية الناس بعدم الانتخاب والخروج بنسب ضئيلة جدا، اختارت الهيئة الناخبة القبائلية هذه المرة أن تحدث فرقا هاما في نسب المشاركة مقارنة بما تم تسجيله في مختلف المواعيد الانتخابية الماضية. * وحسب المعطيات المتوفرة لدينا، فقد قفزت نسبة المشاركة في الانتخابات الرئاسية لهذه السنة ومقارنة بانتخابات عام 2004 من 18.34 % إلى 30.75 %، هذه النسبة التي كان من المرجح أن ترتفع فوق هذا الحد لولا تدخل بعض المشاغبين الذين قاموا على مستوى العديد من المناطق باعتراض طريق الناخبين عبر غلق الطرق المؤدية إلى مكاتب الاقتراع واقتحام بعض مكاتب الاقتراع أثناء عملية الفرز غيّرت وبصفة كلية تعاليم الخارطة السياسية للمنطقة. * فبالمقارنة مع نسبة رئاسيات 2004 والتي دخل معتركها الدكتور سعيد سعدي ونظيرتها لهذه السنة، فقد تمكن المترشح الحر عبد العزيز بوتفليقة الذي أحرز فيها آنذاك على نسبة 27.88 % من مجموع الهيئة الناخبة من تحقيق فارق كبير في رئاسيات أول أمس ودخول الساحة السياسية للمنطقة بنتائج جد مرضية تضاعفت بقرابة ثلاثة مرات مقارنة بسابقتها ووصلت، حسب المعطيات المقدمة لنا من طرف اللجنة السياسية الوطنية لمراقبة الانتخابات، إلى حدود 85 % من أصل الهيئة الناخبة المصوتة، فيما تحصلت مرشحة حزب العمال "لويزة حنون" على المرتبة الثانية بنسبة 9 % متبوعة بكل من "محند السعيد أوبلعيد" في المرتبة الثالثة و"موسى تواتي" في الرابعة بنسب متقاربة بالفواصل ب 2 % متبوعين بكل من "جهيد يونسي" في المرتبة الخامسة و"فوزي ربعين" في المرتبة الأخيرة بنسبة 1 %. * وقد شهدت مختلف شوارع وأحياء مدينة تيزي وزو ليلة أول أمس الخميس وعقب الإعلان عن النتائج الجزئية للعملية الانتخابية فرحة عارمة خرج على إثرها المئات من الشباب والرجال والنساء للاحتفال بنتيجة الانتخابات مرددين العديد من الشعارات الحماسية التي تهتف بحياة الرئيس عبد العزيز بوتفليقة، فبعد أن طاف العديد منهم بسياراتهم على مختلف مكاتب المداومات المتواجدة بالمدينة في موكب فرحة تنبعث منه أصوات أبواق السيارات عبر مختلف شوارع المدينة التقى الجميع على مستوى الساحة المركزية بقلب مدينة تيزي وزو من أجل مواصلة الاحتفال، أين شهدت سماء مدينة تيزي وزو إطلاق العشرات من الألعاب النارية طيلة الليلة رافقتها هتافات الشباب ورقصاتهم على وقع الموسيقى الصاخبة إلى غاية أوقات متأخرة من صبيحة أمس.