السكان منعوا أطفالهم من الدراسة ولا حديث إلا عن الموت مازالت أجزاء من عمارة "الموت" الواقعة ب 15 شارع محمد برقية بباب الوادي تنهار فوق رؤوس قاطنيها كل يوم لتخلف جوا من الرعب والهلع بين السكان الذين منعوا أطفالهم من مغادرة المنازل والذهاب إلى المدرسة خوفا من انهيار ما تبقى من سلالم العمارة التي انهار منها ليلة أمس سقف أحد المنازل وسلالم الطابق الأخير. * وقد لجأ السكان إلى الاعتصام من جديد على عتبات دائرة باب الواد للمطالبة بحقهم في الترحيل والعيش في مكان آمن يتخلصون فيه من رائحة الموت التي باتت هاجسا يطاردهم في النوم واليقظة، خاصة بعد الحادثة الأليمة التي وقعت منذ سنوات أين لقيت امرأة في الثلاثين من عمرها حتفها بعدما انهارت الشرفة التي كانت جالسة فيها مما دفع بإخوانها إلى الدخول في صدمة عنيفة منعتهم من مواصلة الدراسة. * الشروق اليومي تنقلت إلى مكان اعتصام السكان وحاولت مقابلة الوالي المنتدب الذي غادر مقر الدائرة بعدما رفض استقبال المعتصمين وطالب منهم التوجه إلى رئيس بلدية باب الواد، الذي استقبل السكان وهدأ من روعهم وفي حديثه أكد أن ملف العمارة سيناقش مع السلطات المعنية وسيعرف حلا في الأيام القادمة خاصة بعد التقارير الأخيرة التي بينت أن العمارة في حالة خطيرة ويمكن أن تنجر عنها كارثة. وتجدر الإشارة إلى أن السكان هددوا باستعمال كل الطرق المشروعة للمطالبة بحقهم وسط انهيار متواصل للعمارة ومنها مقاضاة الوالي المنتدب واتهامه بالتلاعب بأرواح الناس خاصة بعد الأمطار الأخيرة التي حولت الطابق الأرضي للبناية إلى مستنقع كبير تنبعث منه الروائح الكريهة والجراثيم وساهمت في تهشيم جزء من أساس العمارة، وفي رسالة مستعجلة طالب المعتصمون الوالي المنتدب لدائرة باب الواد بتنفيذ وعوده في ترحيلهم وانتشالهم من بقعة الموت التي باتت تهدد 22 عائلة بالردم.