العالم الجليل محمد باي رفقة الرئيس بوتفليقة في إحدى زيارات الأخير له توفي صبيحة الأحد، الشيخ الكبير وبقية العلماء في الجزائر محمد باي بلعالم، المعروف ب"الشيخ باي"، عن عمر يُناهز 79 سنة، قضى أكثرها في العلم والتدريس والإفتاء والتأليف، لتفقد الجزائر بفقده أحد سروحها العلمية الكبيرة التي كانت حلقة وصل ربطت الخلف بالسلف، في زمن صار صوت العلماء الجزائريين هو الصوت الأكثر تغييبا وتهميشا. * ولد الشيخ سنة 1930 م بقرية ساهل من بلدية اقبلي بدائرة أَوْلَف في ولاية أدرار، وتربى الشيخ في أسرة علمية فتعلم القران الكريم في مسقط رأسه على يد المقرئ الحافظ الشيخ محمد بن عبد الرحمن بن المكي بن العالم، كما درس على يد والده مبادئ النحو والفقه، ثم رحل إلى زاوية الشيخ أحمد بن عبد الله المعطي السباعي، حيث مكث هناك حوالي سبع سنوات تلقى فيها عدة علوم منها علوم القرآن والحديث والنحو والفقه المالكي وأصوله والفرائض، وتحصل في تلك الفترة على عدة إجازات منها الإجازة العامة بعد إنهاء دراسته التي أخذها عن شيخه الطاهر بن عبد المعطي السباعي وإجازة أخرى عن شيخه الحاج احمد الحسن والشيخ البوديلمي في الحديث الشريف وأخرى من الشيخ العلوي المالكي المكي، وتحصل على شهادة ليسانس في العلوم الإسلامية. * ورحل الشيخ محمد باي بلعالم إلى دول كثيرة لقي فيها العلماء والطلبة فأفاد واستفاد، وزار تونس وليبيا والمملكة العربية السعودية، حيث كانت أول زيارة له إلى المملكة العربية السعودية لأداء فريضة الحج سنة 1974م، وعاد إليها سنة 1984م للمرة الثانية، ومنذ ذلك العام لم يتخلف عن أداء هذه الفريضة، وله ما يزيد عن 24 حجة حجها إلى البيت العتيق. * وترك الشيخ مؤلفات جليلة تجاوزت 35 كتابا حسب ما نقله الأستاذ محمد الأمين الشنقيطي الحسني الذي استفدنا منه في ترجمة الشيخ في علوم القرآن والحديث والفقه المالكي وأصول الفقه والنحو وغيرها من الفنون. كما كان يختم صحيح البخاري كل سنة تدريسا، إضافة إلى صحيح مسلم وموطأ الإمام مالك، وكان يُفسّر القرآن خمس مرات في الأسبوع. * وبفقد هذا الشيخ الجليل، والعالم النبيل، تفقد الجزائر سرحا من سروحها العلمية التي عانت من التهميش والتعتيم، مما جعل أغلب الناشئة اليوم لا يعرفونهم ولا يُدركون قدرهم. * فرحم الله الشيخ الجليل محمد باي بلعالم، وجزاه خير ما يجزي عالما عن أمته.