وقد نعته الكثير ممن رافقه في مسيرته بالقول: اليوم خسرت فيه الجزائر علما من أعلامها، فهو اليوم الصعب في تاريخها، الذي لن يكون من السهل عليها تجاوزه أو تعويض الخسارة الناتجة عن مصابها فيه• وأي خسارة يمثلها رحيل علامة الجزائر وفقيهها الشيخ محمد باي بلعالم، وهو الذي أفنى عمره في التعليم والتدريس بزاويته المعمورة أولف بأدرار• لقد كان الشيخ رجل خير وصلاح يسعى لخدمة ومساعدة أبناء الجزائريين لكي يتربوا وينهلوا من كتاب الله، كما أنه ساهم في إتاحة الفرصة لعدد من أبناء الأمة الإسلامية من القارة الإفريقية وغيرها من بلدان العالم الإسلامي لكي يتعلموا بزاويته• لقد كانت وفاته رحمه الله صدمة لتلاميذه ومحبيه ولكل من سمع عن أعماله الجليلة لخدمة القرآن الكريم• الشيخ بلعالم أمضى حياته محبا للقراءة والبحث والتمحيص والتحقيق والكتابة والمراجعة ومتابعة جديد ما يكتب عن الفقه وتاريخ الجزائر وحضارتها، وكان يقضي معظم أوقات يومه في برنامج يخصص جله للقراءة والكتابة والتأليف وتعليم طلبته العلوم الشرعية الذين يأتون لزاويته من كل حدب وصوب حتى آخر حياته• وللفقيد الراحل عدد من الكتب والبحوث الفريدة في بابها، والتي لم يسبق لأحد قبله تناولها•• حيث صدر له من الكتب شرح على مختصر خليل وله كتب في الفقه المالكي وفي علم الأصول والحديث والبلاغة والصرف وغيرها من الفنون والعلوم• وله أيضا دراسات نقدية وتعقيبية وتصحيحية لعدد من الدراسات والكتب التي تناولت المذهب المالكي وتراثه الفكري والحضاري نشرت في عدد من الدوريات• والشيخ محمد باي بلعالم شارك في العديد من المؤتمرات والندوات في عدد من ولايات الوطن، كان آخرها الملتقى الدولي الخامس للمذهب المالكي الذي احتضنته ولاية عين الدفلى مؤخرا• تغمد الله الفقيد الراحل بواسع رحمته وأسكنه فسيح جناته، وألهم أهله وذويه الصبر والسلوان•• وإنا لله وإنا إليه راجعون•