الطفلة صفية ضحية لمن ؟؟؟ وقع خبر تسليم الطفلة "صفية" لوالدها جاك شاربوك الفرنسي الأربعاء الماضي، بعد صدور حكم قضائي من محكمة الأحوال الشخصية بمجلس قضاء وهران، كالصاعقة على آذان عائلتها المقيمة بوهران والتي اعتبرت القرار غير منصف، فيما أكّد محامي العائلة أنّ عملية التسليم تمّت خارج القانون. * * بعد جولة من الرواح والمجيء بأروقة العدالة، في معركة قضائية وإعلامية استمرّت لعدّة أشهر، وتبادل لاتّهامات خطيرة ما بين الطرفين المتنازعين، مالت الكفّة لصالح الفرنسي "جاك شاربوك" الممثّل السابق لشركة "رونو" للسيّارات، حيث وبعد صدور حكم قضائي من محكمة الأحوال الشخصية بمجلس القضاء الأسبوع الماضي، يقضي بعدم إجراء شاربوك لتحاليل "الأدي أن". * تمّ ترحيل الطفلة صفية أو صوفي نحو مرسيليا مساء الأربعاء الماضي، لتسليمها لوالدها على التراب الفرنسي، الأمر الذي اعتبره محامي العائلة الوهرانية، الأستاذ برباج رابح، خارج عن الإطار القانوني، حيث "من المتعارف عليه قانونا أن يتّم تسليم الطفلة على الأراضي الجزائرية وبحضور محضر قضائي"، مضيفا أنّه لا يمكن للطفلة أن تعيش بفرنسا بعيدة عن جدّتها بن نكروف صفيّة المقيمة بحيّ كارطو، التي يخوّل لها القانون زيارة الطفلة باعتبارها والدة أمّها خديجة فرح التي توفيّت في حادث مرور نهاية سنة 2006، قائلا في اتّصال مع الشروق: "القانون يمنع إخراج الطفلة من الجزائر. * وإذا كان قد منح شاربوك حقّ الحضانة ففي مقّر إقامته بأرزيو وليس بفرنسا، حتّى يتسّنى لجدّتها زيارتها"، متسائلا "هل ستتوجّه جدّتها إلى فرنسا كلّما أرادت زيارتها؟"، وعقّب على ذلك بأنّ العائلة الجزائرية ستتقدّم في الساعات المقبلة بطعن بالنقض في الحكم لدى المحكمة العليا، أمّا عائلة الطفلة فتتواجد حسب ما ذكرته مصادر مقرّبة في وضعية جدّ سيّئة بعد ما كانت تطمح في الحصول على حقّ حضانة الطفلة نظرا لجميع الأدّلة التي تقدّمت بها لهيئة المحكمة، آخرها تقرير لتحاليل "الأدي أن" صادر عن مصالح شرطة شاطوناف بالعاصمة والذي يؤكّد أنّ "صفيّة" بنت الزوج الأوّل يوسفي محمّد، ولاتزال العائلة الجزائرية تصّر على أنّ القضيّة تمّ تسييسها خصوصا بعد ما شهدت اهتماما من قبل مستويات رفيعة على رأسها الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي، والقنصل العام الفرنسي بالجزائر، مع الإشارة إلى أنّ الصحف الفرنسية سبق وأن جزمت قبل صدور الحكم القضائي بتسليم الطفلة لشاربوك، وبالتّالي انتهت القضيّة الدراماتيكية التي تحوّلت إلى قضيّة دولة شغلت الرأي العام لعدّة أشهر، في غير ما يرضي العائلة الجزائرية التي تشبّثت بحقّ الحضانة، ليخرج شاربوك منتصرا بعيدا عمّا أثير من جدل حول ديانته بالمسيحية، وتحريم الشرع لولاية كافر على مسلم.