وزير الخارجية: مراد مدلسي دعا وزير الشؤون الخارجية، مراد مدلسي، الثلاثاء، وزير الصناعة الإسباني ميجل سباستيان لزيارة الجزائر قريبا لإيجاد حل للجدل القائم حول سعر الغاز الذي حدده البلدان منذ بضعة شهور. * * ووجه مدلسي دعوته لوزير الخارجية الإسباني ميجل أنخل موراتينوس في الاجتماع الثنائي الذي عقداه قبيل بدء الجلسة الرسمية للمؤتمر السابع لوزراء خارجية بلدان غرب المتوسط من منتدى دول (5+5) وتستضيفه مدينة قرطبة الإسبانية. * واعتبر مراد مدلسي أن زيارة سباستيان ستكون إيجابية لتقديم "الدعم السياسي" للاتصالات الجارية بين مجموعتي "سوناطراك" الجزائرية و"غاز ناتورال" الاسبانية الحريصتان على إيجاد مخرج للنزاع الذي يعود في أصله إلى أسعار الغاز. * ودخلت الجزائرواسبانيا منذ سنتين في مفاوضات لرفع سعر الغاز الجزائري المسوق في اسبانيا بواقع دولار لكل 27 مترا مكعبا تطبيقا لبند في اتفاقيه توريد الغاز تسمح بمراجعه الأسعار وفق مقتضيات السوق. * كما أن الخلاف قائم بين الطرفين بسبب القرارات التي اتخذتها اللجنة الاسبانية للطاقة تخص شروط تشغيل خط الغاز الرابط بين اسبانياوالجزائر (ميدغاز) ومنها إلزام الطرف الجزائري بأن يضمن طاقة إضافية للأنبوب وهو ما اعتبرته الجزائر واحدا من شروط مجحفة. * أما السبب الثالث فهو رفض الحكومة الاسبانية السماح لشركة سوناطراك بتوزيع 3 مليارات متر مكعب من الغاز في السوق الاسبانية وتحديد الكمية المسموح بتسويقها ب1مليار متر مكعب، وهي الكمية التي اعتبرتها الجزائر جد ضئيلة بالنظر إلى حاجيات اسبانيا الكبيرة من الغاز. * وأبلغت الجزائر الحكومة الإسبانية في عام 2007 بنيتها في رفع سعر بيع الغاز بنسبة 20٪ في إطار الاتفاق الموقع في عام 1995 بين شركتي سوناطراك الجزائرية وغاز ناتورال، ليتواءم مع الأسعار العالمية، إلا أن الطرف الإسباني يرفض مراجعة عقود أسعار الغاز. * وتطالب الجزائر برفع أسعار عقود الغاز الذي تصدره إلى إسبانيا والموقعة عام 1995 عندما كان السعر منخفضا كثيرا عن السعر الحالي وانتهى ذلك إلى اللجوء إلى التحكيم الدولي، على الرغم من أن البلدين يعتقدان أن ثمة تقاربا في وجهات النظر بين شركتي سوناطراك الجزائرية و"غاز ناتورال" الإسبانية في نزاعهما حول الغاز الطبيعي على الرغم من أن إسبانيا هي ثالث أكبر مستورد للغاز من الجزائر بعد الولاياتالمتحدة وإيطاليا. * وتعترف اسبانيا بأن الجزائر مصدر طاقة آمن وحريص على تطبيق التزاماته بحذافيرها، مستدلة في ذلك بما قامت به الجزائر تجاهها في ديسمبر 2005 حين استجابت إلى طلب الاستغاثة الاسباني لتزويدها بكميات إضافية من الغاز الطبيعي. * وكانت اسبانيا أنذاك قد واجهت عجزا بسبب استهلاك غير عادي جراء شتاء تلك السنة القارس، واستجابت الجزائر للطلب الإسباني رغم عدم وجود أية ترتيبات في الاتفاقيات المبرمة بين الجانبين تلزمها بذلك. * وقال شكيب خليل إن الأمن الطاقوي الحقيقي لأوروبا يتأتي بالأساس من التخلي عن النزعة الحمائية في مجال الطاقة القائمة على جعل الشركات الوطنية في بلدان الاتحاد الأوروبي محور كل نشاط تسويقي للطاقة. * وأكد مراد مدلسي لنظيره الاسباني خلال الاجتماع الذي جمعها أمس على هامش المؤتمر السابع لوزراء خارجية بلدان غرب المتوسط (5+5)، والذي تستضيفه مدينة قرطبة الإسبانية، عن حرص الحكومة الجزائرية على توسيع أطر التعاون في مجال الطاقة لتشمل مصادر الطاقة المتجددة، والبحث عن طرق جديدة للتعاون الصناعي.