هل يمكن أن تحلم الجزائر بأجواء أفضل مما هو موجود حاليا؟.. بل هل يمكن لأي بلد أن يحلم بتاريخ وبجغرافيا وبمناخ وباقتصاد أفضل مما هو موجود حاليا في الجزائر؟.. * سؤال يتفق كل الجزائريين على إجابة واحدة عليه.. ويتفقون على أن الطاقم الحكومي القادم سيجد كل الظروف لأجل الإقلاع، في بلد منحته الأرض والسماء من كل شيء ومازال يعاني في كل شيء. * حالة الترقب التي تعرفها الساحة السياسية هذه الأيام لأجل معرفة أسماء حاملي الحقائب الوزارية لا يوجد ما يبررها، لأن الدولة لا تسير بالأسماء وإنما بالبرامج التي تصبح ناجحة إلى أقصى درجة عندما تتوفر من حواليها الخزينة المليئة بملايير الدولارات، والسماء السخية والسدود المتخمة بعصب الحياة، وعودة الأمن في كل المناطق الحساسة، والأسماء التي ستحمل هاته الحقائب ستحمل الجمر معها، لأن كل شيء مقبول في رحلتها الوزارية، إلا الفشل فهو ممنوع.. فالرئيس منحه الشعب عهدة رئاسية ثالثة، وتعهد الرئيس خلال حملته الإنتخابية وبعدها على أن العهدة الحالية ستكون لأجل الإقلاع وليس لغيره، وأي تذبذب في البرامج سيعلق على مشجب الأسماء المرشحة لحمل هاته الحقائب، وأي نجاح سيعتبر من باب "العادي"، لأن ما تحمله "البطن" الجزائرية هذه الأيام لا يمكن سوى أن يكون مولودا خرافي الحسن والجمال. * التعديل الوزاري المرتقب سيمنح لأشخاص جدد لقب "المعالي"، وسيمنح للمواطنين بعض الأمل في تحرك عجلة التنمية، وفي القضاء نهائيا على مظاهر من المفروض أنها لا تكون في بلد ثري وكبير ديموغرافيا ومساحة مثل الجزائر.. وهو أمل مشروع هذه المرة ولا مفر منه أيضا، لأنها الفرصة الحقيقية للجزائر حتى لا نقول الأخيرة لتقضي على مظاهر البؤس واليأس وانعدام الثقة التي عششت في عقول وقلوب الشباب بالخصوص وهم يتابعون مزيدا من قوافل "الحرقة"، ومزيدا من المنتحرين، ومزيدا من الهوة ما بين الأغنياء الجدد الذين أنجبتهم الأزمة ومئات الآلاف من الفقراء الجدد الذين أنجبتهم ذات الأزمة.. كل هذه الظروف تجعل من حمل الحقيبة الوزارية أمرا خطيرا جدا، لأن وعود الإقلاع هو ما بقي في ذاكرة البسطاء من الناس الذين نسوا الآن نسبة المشاركة في الإنتخابات ونسوا أيضا نسبة النجاح، ويتطلعون بأمل لتحقيق كل الوعود، خاصة الإجتماعية منها. * ليلة الشك التي تحولت إلى ليال في انتظار بزوغ هلال الحكومة الجديدة نرجو أن لاتتحول إلى "صيام" دائم من دون أعياد.. لأن المترقبين ينتظرون أن تفتح هذه المرة في وجوههم أبواب الجنة وأن توصد أبواب جهنم نهائيا.