لم يخف الدكتور جورج زكي الحاج، أستاذ الأدب العربي الحديث والعروض وموسيقى الشعر بالجامعة اللبنانية، خشيته من »فشل الفرد الجزائري في إتقان اللغة العربية كما يجب بعد أن ضعفت فرنسيته«، مشيرا في حوار مع »الشروق« إلى أن »العامية الجزائرية بحاجة إلى نهضة تحولها إلى لغة إبداع وفن أكثر منها لغة تخاطب«. * أوضح صاحب العشرين مؤلفا في مفاهيم اللغة وأسرارها في زيارة ل»الشروق« بأن مستويات اللغة العامية تختلف من بلد إلى آخر »إذ أن العامية في لبنان لها مكانة عالية جدا عكس ماهي عليه مثلا في الجزائر، فالجزائري عموما لا يتخاطب جيدا باللغة العربية الفصحى، فيما تندثر اللغة الفرنسية منه شيئا فشيئا«، مشيرا إلى أن »العربية الفصحى في لبنان مازالت على مستوى عال، خصوصا في التخاطب العلمي والرسمي والثقافي، وفي إطار الجامعة«. * وذهب الدكتور زكي جورج الحاج إلى القول »العامية المصرية قريبة من اللغة الثالثة حتى في التخاطب الرسمي للأئمة ورجال الدين والخطباء في المساجد، ولهجة أهل النيل أكثر فهما من الجزائرية لأنها منطلقة من العربية«. * وعرج زكي الحاج على ما يسمى اليوم باللغة الثالثة، التي اعتبر بأنها »مسحت كل ما قام به أبو الأسود الدؤلي والإمام علي، عندما وضعوا التنقيط وإعراب اللغة العربية«. * وقال بأن »اللغة الثالثة تسيء إلى العربية كلغة جميلة لها مقوماتها، كما تسيء إلى العامية لأن فيها شيئا من التصنع، وهي تحطيم للغة الضاد وليست رفعا للعامية«. كما وصفها بالظاهرة الضعيفة التي يستشرف لها بأن تصبح يوما قوية وستكتسح المنتديات العربية. * وكشف محدثنا عن خوفه، من منطلق تخصصه في مجال اللغة واطلاعه على واقعها بين الدول العربية سيما الجزائر، بأن تنحصر العربية داخل دائرة الاختصاصيين الكتاب الضيقة »ولن نتخاطب قبل منتصف القرن 21 إلا باللغة الثالثة«، مخبرا بأنه دوّن في كتاب له تحت عنوان »الإبداعية بين الفصحى والعامية« بأن »القرن الواحد والعشرين سيكون قرن الصراعات بين اللغات، بعد أن تخلصت العربية من مفرداتها الرثة بفضل مبادرات التجديد دون الاستسلام للاعتراضات من المتزمتين، لأنه لا خوف على العربية إلا من المتعصبين لها والمتزمتين بها وهم لا يجيدونها«. * وانتهى الدكتور جورج زكي الحاج إلى »أننا لا نعي كعرب مدى أهمية اللغة العربية الفصحى التي اعتبر بأنها صعبة بين كل لغات العالم، وصعوبتها لا تكمن في لفظها أو في مخارج حروفها وإنما في إعرابها، كما أنها اللغة الوحيدة في العالم التي يتحكم بها الإعراب«.