يرى الدكتور عبد الرحمان الحاج صالح رئيس المجمع الجزائري للغة العربية في محاضرته '' إعادة الاعتبار للغة العربية في المجتمع العربي '' التي القاها في اطار الندوة الدولية حول''تحديث اللغة العربية ومستقبلها في سوق لغات العالم: الراهن والمطلوب''، أن اللغة العربية هي مرآة عاكسة للوضع الراهن سيما على المستويين العلمي والتكنولوجي، مشيرا إلى أن اللغة العربية لا تنقل في عصرنا الحاضر الأفكار والنظريات العلمية الطلائعية إلا بقسط ضئيل. على اعتبار أن الوضع الاقتصادي والعلمي والإبداعي عند العرب في وقتنا الحالي يتسم بالضعف والهوان مما قلل من فرص هذه اللغة في أن تكون لغة إشعاع علمي وحضاري، مستطردا أنه ''لو لم تكن اللغة العربية اللغة التي نزل بها القرآن الكريم وما تحمله من مفاهيم حضارية ودينية سابقة الوجود وكذا احتوائها على العديد من المفاهيم العلمية التي كانت أساسا لانطلاق الحضارة الغربية لاندثرت منذ زمن أو انزوت إلى لغة تخاطب كبقايا اللهجات المنتشرة عبر العالم''. وهو ما يفسر حسبه سر التمسك الشديد بالتراث. كما اوضح الحاج صالح كيفية التعامل مع لغتنا وتراثنا وسائر اللهجات العامية، مؤكدا أن العالم العربي عاش سنوات طويلة جمودا فكريا وانعدام الابداع في العلوم والفنون وتقلص التجديد في أساليب التسيير على جميع الميادين، بسبب تعرض المنطقة العربية للمد الاستعماري الذي استوطن أراضيها وعمل على طمس ثقافتها في اوساط المجتمع العربي، فنتج عن ذلك ابتعاد الفصحى كلغة الثقافة عن لغة التخاطب.