إجراء يسكت المحتجين، ليعاود الكرة بعد حين الإجراء يرمي الى تعويد المواطن قبل إقرار زيادات جديدة في جويلية القادم اضطرت الشركة الوطنية للنقل بالسكك الحديدية إلى مراجعة التسعيرات التي اعتمدتها لإستغلال القطارات الكهربائية الجديدة، وذلك بإقرار تخفيض 20 بالمائة عن التسعيرة التي أقرتها لدى تشغيل خطين جديدين للقطارات الكهربائية، لتصبح الزيادات عند حدود 100 بالمائة إلى 130 بالمائة عوض ال150 بالمائة هذه المراجعة الاضطرارية فرضها عزوف المسافرين وعدم إقبالهم على القطارات الكهربائية، وتفضيلهم القطارات القديمة في تنقلاتهم رغم الوضعية الكارثية التي هي عليها. * * بعد أقل من أسبوع على مراجعة مصلحة الزبائن للشركة الوطنية للنقل بالسكك الحديدية تسعيرة استغلال القطارات، عادت لتخفض في هذه التسعيرة التي فاوتت قيمتها نسبة ال100 بالمائة، وقاربت ال 150 بالمائة الأسبوع الماضي بالنسبة لبعض الخطوط، وذلك بعد أن أدى الإبقاء على التسعيرة القديمة بالنسبة للقطارات العادية إلى عزوف المسافرين عن التنقل بالقطارات الجديدة، وفضلوا الانتظار لساعات طوال بالمحطات لترقب القطارات القديمة. * وعلى الرغم من أن برنامج الشركة يحمل قرار تعميم الزيادات بصفة نهائية مطلع شهر جويلية القادم، فإنها تراجعت تحت وقع عزوف المسافرين، وضغط الوزارة الوصية، ولجأت لإقرار تخفيض بنسبة 20 بالمائة، وهي التي كانت تقدم في حجة إعلان إفلاسها وضرورة تعويض الخسارة والمحافظة على التوازنات المالية مبررا لإقرار الزيادة. * وحسب جدول التسعيرة الجديد والذي يحمل بعض الاستثناءات للطلبة، المعتمد بكل محطات السكة الحديدية فإن كل الخطوط التي شهدت زيادات تم مراجعة زيادتها بتخفيض 20 بالمائة من الزيادة، إذ بعد أن قفزت تسعيرة العاصمة - العفرون بنسبة 125 بالمائة، عادت لتستقر عند نسبة 105 بالمائة، والسعر الذي قفز من 75 دينارا إلى 175 دينار، تراجع ليقف عند قرابة ال150 دينار، كما تراجعت تسعيرة إستغلال خط العاصمة - الرغاية التي سجلت زيادة بنسبة 100 بالمائة، الى زيادة ب 80 بالمائة، إذ أصبحت التسعيرة تقدر ب 70 دينارا عوض 80 دينارا، فيما تراجعت تسعيرة خط العاصمة - الرويبة من 70 دينارا الى حدود 55 دينارا. * كل الخطوط التي سجلت زيادة في تسعيرة الاستغلال تمت مراجعتها بتخفيض نسبة 20 بالمائة لكل الشرائح، وبهذا التخفيض الذي يبقى بحسب رأي المسافرين بعيدا عن قدرتهم الشرائية على اعتبار أن النقل بالسكة الحديدية، حكر على أصحاب الدخل الضعيف من موظفين بسطاء وطلبة، تكون الشركة قد استجابت نوعا ما لضغط المسافرين، غير أن السؤال الذي يبقى مطروحا: هل ستبدي الشركة نفس التفهم، عندما تصبح حظيرة القطارات لا تضم سوى القطارات الكهربائية ولا يبقى خيار آخر أمام المسافرين. * تخفيض التسعيرة عند هذه النسبة قالت مصادر "الشروق" أنه ستعود الشركة لإقرار تسعيرة بزيادات جديدة قريبا، وذلك في خطوة نحو تعويد المسافرين على التسعيرات الجديدة التي زامنت بداية الاستغلال التجاري للمشروع الذي أبرم مع المصنع السويسري "ستادلير لوسنانغ أجي"، وابتلع 5500 مليار سنتيم من خزينة الدولة على اعتبار أن المشروع أنجز في إطار برنامج الإنعاش الاقتصادي والمتعلق بشق عصرنة السكك الحديدية للقطارات السريعة ذاتية الدفع، وعلى الرغم من أن تمويل المشروع عمومي، فإن الشركة تبقى مضطرة لإقرار تسعيرة إستغلال تحفظ وجودها، وتوفر الأموال الكافية لتسيير الشركة وأصولها، لأن تسيير الحظيرة الجديدة يحتاج الى الملايير سواء لتوظيف أعوان الأمن، أو ضمان دفع كلفة إستغلال الكهرباء، وكذا تكاليف الصيانة التي تحتاج الى ميزانيات، ليصبح المشكل المطروح في القدرة الشرائية للمواطن الجزائري، ومدى إمكانية أجورهم للتكيف مع تسيير مثل هذه المشاريع.