التقى مساء أول أمس؛ الشيخ الدكتور عبد الرحمن النعيمي بن عمير، وهو ناشط حقوقي قطري وداعية إسلامي معروف بمواقفه المتشددة، بقيادات الجماعة السلفية للدعوة والقتال سابقا، وتباحث معهم حول شرعية العمل المسلح في الجزائر، وكانت الآراء متوافقة إلى حد كبير بين الطرفين. تفيد معلومات تسربت إلى ''النهار'' من اللقاء؛ أن الشيخ النعيمي الذي يزور الجزائر، التقى حسان حطاب( أبو حمزة)، مؤسس الجماعة السلفية للدعوة و القتال، والأمير الوطني السابق، رفقة أقرب مساعديه الذين سلموا أنفسهم في وقت سابق، وذلك لمدة تجاوزت الساعتين، حيث تركز النقاش حول الرؤية الشرعية للعمل المسلح في الجزائر، وميل الشباب نحو التكفير ودور العلماء في إخماد نار الفتنة. ونقلت مصادرنا؛ أن حسان حطاب أطلع الدكتور النعيمي، على محاور المبادرة التي يقودها، وتهدف لحقن الدماء ''كأولوية '' في الوقت الراهن، و عرض أيضا دوافعه لتطليق العمل المسلح، وركز على دور العلماء في ضرورة إعطاء الرؤية الشرعية الصحيحة للجهاد لتوعية الشباب. ويكون الدكتور النعيمي؛ قد اقتنع بوجهة نظر حسان حطاب ومساعديه، وزكى مبادرته و ''جهوده لإنهاء الأزمة في الجزائر''، ولم ينف الدكتور النعيمي أن الوضع في الجزائر يحتاج إلى حكم شرعي، يجيب عنه متخصصون شرعيون بعد معاينة الوضع. وحرص حسان حطاب؛ على لقاء الدكتور النعيمي الذي كانت لديه ''مواقف متشددة '' في سنوات سابقة، عن الجزائر. ودرج حسان حطاب مع مساعديه على لقاء الدعاة والعلماء، الذين يقومون بزيارة الجزائر في الأشهر الأخيرة، خاصة منهم الذين كانوا مرجعيات للعديد من الجماعات المسلحة في بداية سنوات العنف، قد يكون أبرزهم ''عائض القرني'' الذي زار الجزائر وأفتى بعدم شرعية العمل المسلح في الجزائر، ووجه نداء للمسلحين في الجبال للعودة إلى ديارهم، مشددا على أن انتهاك حرمة دماء المسلمين من الكبائر. ولجأ إلى توجيه رسائل لهؤلاء الذين تعذر عليه لقاءهم في الجزائر أو خارجها، وكان قد قام بمراسلة الشيخ أبو محمد المقدسي منظر الجهاد و''القاعدة'' في العالم، يطلب فيها و مساعدوه، لقاء لتوضيح حقيقة الأحداث في الجزائر. ويسعى حسان حطاب برأي كثير من المتتبعين، إلى انتزاع أكبر تأييد شرعي لمبادرته التي أطلقها رسميا منذ تسليم نفسه، في سبيل حقن الدماء، كما باشر أتباعه حملة توعوية في المساجد والشوارع، من خلال توعية الشباب، على خلفية أنهم الفئة المستهدفة من طرف التنظيم الإرهابي المسمى الجماعة السلفية للدعوة والقتال، تحت إمرة عبد المالك درودكال ( أبو مصعب عبد الودود)، لتجنيدهم في اعتداءات إرهابية وانتحارية. واللافت؛ أن هذه الحملة التي قادها في وقت سابق، أثمرت في تراجع التجنيد وتجفيف منابع الدعم، ليتحول اليوم إلى المسلحين في الجبال، لإقناعهم بعدم شرعية العمل المسلح من خلال الفتاوى التي يريد انتزاعها من الدعاة والعلماء، بعد تبيان الواقع. وأفادت معلومات تسربت إلى ''النهار''؛ أن حسان حطاب دعا لقاءاته السابقة بالدعاة و مراسلاته، إلى التركيز على تفاصيل الفقه الدقيقة، لإيصالها إلى المسلحين في الجبال في ظل توفره على معلومات، تفيد بأن العديد من أتباعه السابقين مترددين في تسليم أنفسهم لإستنادهم على فتاوى عامة أو قديمة، دون الاعتماد على المراجعات.