كشفت قضية ثلاثة متهمين من براقي منهم قاصران بالانخراط في جماعة إرهابية واستعمال مواد متفجرة، أمس أمام محكمة الجنايات أن تنظيم الجماعة السلفية للدعوة والقتال يتكلف بتعويض كل خسائر عناصرها بشأن التنقلات من والى العاصمة والتعويض في حالة الفشل الناتج عن وضعهم القنابل المتفجرة عن بعد. و كشفت القضية أن الجماعات الإرهابية تقوم بإغراء القصر بوضع العبوات المتفجرة مقابل مبالغ مالية تفوق المليوني سنتيم للعملية الواحدة وتهديدهم بقتل عائلاتهم في حالة العصيان. هذا ما صرّح به المتورطون في عدة محاولات تفجير منها تفجير عبوة ناسفة أمام ثكنة عسكرية ببراقي شهر مارس ,2007 ومحاولة تفجير مقر الدرك الوطني ببن طلحة، ووضع قنبلة أمام الحاجز الأمني بمفترق الطرق بمنطقة واد السمار بأمر من المدعو بو حذيفة أمير كتيبة الأرقم ببرج منايل الذي دربهم على عمليات استعمال الهواتف النقالة في التفجير عن بعد أمام قاضي التحقيق قبل أن يحاولوا أمس التراجع عن أقوالهم أمام محكمة الجنايات التي أدانت المتهم الرئيسي المدعو (ب.م) ب15 سنة سجنا نافذا، فيما أدانت القاصرين بعشر سنوات سجنا نافذا، في الوقت الذي التمس فيه ممثل الحق العام عقوبة 20 سنة سجنا نافذا للمتهم الرئيسي، و10 سنوات للمتهمين القاصرين. ملابسات القضية انكشفت عندما ألقت مصالح الأمن الوطني القبض على شخص يدعى بلال، وبعد عملية البحث والتحري تبين للمصالح أن الأمر يتعلق بالمتهم ب.ف من براقي 16 سنة، وأثناء استنطاقه اعترف بعلاقته بالإرهابي أبو حذيفة أمير سرية تنشط في برج منايل ببومرداس، حيث كلفه بوضع قنابل على مستوى الثكنات العسكرية والحواجز الأمنية ببراقي• ومن بين ما أدلى به المتهم أمام مصالح الأمن أن الشبكة التي ينشط فيها تضم متهمين آخرين (ب.ب) و(ل. م) اللذين كانا يواظبان على اللقاء بمسجد ببراقي، حيث تعرفوا على الهراوة وعبد الرحمان وطرطاق الذين كانوا يتحدثون عن الجهاد في أفغانستان والعراق، كما كانوا يتحدثون عن الجهاد في الجزائر بكلمات سرية. وكشف المتهمون عن أن أحد الإرهابيين المدعو ''الهراورة'' الذي عاد سنة 2006 من الجهاد في العراق، وهو من عرض عليهم فكرة الجهاد وسلمهم أرقام الإرهابي أبو حذيفة، ومن بين ما أمرهم به هذا الأخير عدة عمليات لوضع قنابل وعبوات ناسفة هو استهداف الحاجز الأمني بواد السمار، غير أن العملية لم تنجح يقول المتهم (ب.ف)، حيث تقدم إلى عين المكان شخص وأزاح الكيس دون علم منه بأنه قنبلة ليضعه في القمامة. وبالرغم من أن الإرهابيين عاودا الالتحاق بالمكان غير أنهما لم يستطيعا تنفيذ العملية لأن جهاز الهاتف النقال قد تعطل. وبتاريخ 19 مارس 2007 التقى المتهم (ب.ف) المكنى بلال بأبو حذيفة الذي كان مسلحا بسلاح كلاشينكوف سلمهم كيسا به ثلاثة قنابل من أجل استهداف الوحدة العسكرية المتواجدة ببراقيفوج 520 لنقل الاليات ببراقي، حيث انفجرت قنبلة واحدة دون أن تحدث خسائر. وما كان المتهم ب.م ينوي القيام به هو تفجير مقر إقامة الدرك ببن طلحة، غير أنه تم إلقاء القبض عليه من طرف الأمن العسكري الذي استرجع عبوتين ناسفتين إحداهما بمنزل المتهم (ب.م) والثانية كانت قد وضعت من طرف المتهمين تحت جسر منطقة لغوازي ببراقي في الجهة المقابلة للوحدة العسكرية. وقد سبق للمتهمين الذين تحصلوا على أربعة هواتف نقالة مستعملة في عمليات التفجير من نوع نوكيا تحصلوا أيضا على إعانات مالية من طرف عناصر الجماعة الإرهابية مقابل تنقلاتهم إلى جبال برج منايل أكثر من خمس مرات وحملهم القنابل الموقوتة إلى الأماكن المستهدفة. وقد أكد المتهمون أنهم تأثروا بفكرة الجهاد عن طريق مسجد كمال المتواجد ببراقي. وفي شهر جانفي 2007 التقى المتهمون الثلاثة بإرهبيين مسلحين ببرج منايل هددوهم بقتل عائلاتهم إن لم ينفذوا مبتغاهم بوضع قنابل وتفجيرها، كما شرحوا لهم الكيفية وسلموهم مبلغ 2000 دج وطلبوا منهم الاتصال بالإرهابي أبو حذيفة لأجل ذلك. أمام محاكمة المتهمين تميزت أنكروا وتراجعوا عن التصريحات التي أدلوا بها أمام مصالح الضبطية القضائية وكذا قاضي التحقيق. وفي هذا الشأن ذكّر القاضي المتهم ب.ف صاحب ال19 سنة وأكد أنه وقت ارتكاب الوقائع كان حدثا لم يتجاوز سن 16 سنة وذو مستوى تاسعة أساسي يقطن ببراقي وغير مسبوق قضائيا. وقد أنكر المتهم معرفته بالإرهابي أبو حذيفة ونفى علاقته بالجماعات الإرهابية أو حتى انخراطه، وحيازته للمتفجرات أنكرها بالرغم من أن رئيس الجلسة واجهه بالصور التي كانت مرفقة بملف القضية التي تثبت أجهزة نقالة وكذا صور لمتفجرات. ونفس الشيء بالنسبة للمتهمين الآخرين اللذين تراجعا عن أقوالهما• النيابة العامة اعتبرت ذلك إثباتا للتهمة المسندة إليهم، والتمست عقوبة 20 و10 سنوات للمتهمين قبل أن تقر المحكمة بالحكم السالف الذكر