أثارت دعوة البابا للمصالحة بين المسيحيين واليهود بينما كان يطل على مدينة القدس من على جبل نبو بمدينة مأدبا الأردنية، موجة من الجدل بين مطالب بعدم إخراج تصريحات البابا من سياقاتها الدينية وبين منتقد لها. وقال البابا بنديكت السادس عشر بينما كان يقف على جبل نبو "التقليد القديم بالحج إلى الأراضي المقدسة يذكرنا بالرابط غير القابل للكسر الذي يوحد الكنيسة والشعب اليهودي". * ومضى يدعو لأن يكون لقاؤه "إلهاما للمحبة المتجددة لكتابات العهد القديم والرغبة بالتغلب على كل العقبات التي تواجه المصالحة بين المسيحيين واليهود". ودافع الناطق باسم زيارة البابا للأردن وعضو الاتحاد الكاثوليكي العالمي الأب رفعت بدر عن هذه التصريحات، وقال إنها تتحدث عن اليهود بصفتهم أتباع ديانة توحيدية فقط، وطالب بعدم إخراج هذه التصريحات من "سياقها الديني المحض"، مشيرا إلى أن البابا لم يورد أي حديث سياسي يخص إسرائيل. * وردا على أسئلة الصحافة خلال مؤتمر صحفي، أمس، قال الناطق باسم الفاتيكان الأب فيدريك لومباردي إن البابا أراد الحديث عن "استمرار التواصل بين المسيحية واليهودية". * وقال أيضا "لدينا كمسيحيين ويهود أرضية مشتركة في الكتب المقدسة وتقاليدنا المسيحية" مركزا على المعنى الديني لحديث البابا بعيدا عن الأبعاد السياسية. من جهته، انتقد النائب السابق والباحث بشؤون الكنيسة الأرثوذكسية الدكتور عودة قواس حديث البابا عن المصالحة بين المسيحية واليهودية. وكان قواس اتهم في تصريحات ل »الجزيرة« قبل أيام بعض قيادات الكنيسة الكاثوليكية بالارتباط بالحركة الصهيونية. ورغم إشارة الأمير غازي بن محمد الذي رافق البابا في زيارته لمسجد الملك الحسين اليوم لإساءات بنديكت ال16 للإسلام واعتبار ما قام به بعد ذلك من تصريحات وإجراءات كافية للاعتذار للمسلمين، إلا أن البابا تجنب أي إشارة لهذه الإساءة أو تقديم أي توضيح بشأنها في كلمة ألقاها بعد كلمة الأمير. * أما مراقب الإخوان الأردنيين فرأى أن زيارة البابا للمسجد في عمان "مجرد مجاملات لا تعبر عن أي اعتذار إلا إذا كان يعتبر نفسه أكبر من الخطأ". وقال د. سعيد "البابا ارتكب خطيئة بحق الإسلام وقام بعمل مشين بإساءته الواضحة للنبي محمد ولا نقبل إلا باعتذار لا يقل وضوحا عن إساءته". *