اللجوء إلى العقود الصغيرة في تسويق الغاز لتفادي النزاعات كشف محمد مزيان، الرئيس المدير العام لمجمع سوناطراك، عن تخصيص 100 مليون دولار (حوالي 750 مليار سنتيم) لتوظيف إطارات جديدة، تماشيا مع الاستراتيجية التي تبناها المجمع في السنوات الأخيرة، بغرض توسيع نشاطه الاستثماري ليشمل عديد دول العالم. * وأوضح محمد مزيان أن القرار جاء ليسد احتياجات الشركة المتنامية للإطارات الكفؤة، وكذا تعويض الفراغ الناتج عن هجرة الكثير من الأدمغة التي كانت تعمل لصالح الشركة، بعد أن تلقت عروضا مغرية من شركات نفطية دولية، على غرار بريتيش بتروليوم البريطانية وغاز بروم الروسية العملاقة وتوتال الفرنسية. * واعترف مدير سوناطراك في حصة "الواجهة" التي تبثها القناة الإذاعية الأولى، بأن الشركة عاشت نزيفا على مستوى إطاراتها خلال السنوات الأخيرة، كاشفا عن رقم 100 إطار قال إنها تركت كبرى الشركات الجزائرية لصالح شركات أجنبية تنشط في ذات قطاع المحروقات، في حين تشير معلومات سربتها مصادر مسؤولة بالشركة، إلى أن الرقم يفوق بكثير ما هو مصرح به، ويتعلق الأمر بعشرات الإطارات الحاصلة على شهادات مهندس دولة في الكيمياء والبترول والبيتروكيمياء والهندسة المدنية، ومهندسين في الإتصالات والكهرباء والبناء والتخطيط، منهم 21 مهندسا التحقوا ببريتيش بتروليوم وعشرة بتوتال الفرنسية، وبعض دول الخليج العربي، بأجور تتراوح ما بين 60 و80 مليون سنتيم شهريا. * وذكر الرجل الأول في شركة سوناطراك، أن المبلغ المرصود سيخصص لاستقطاب الإطارات الجزائرية المتخرجين من الجامعات، إذ يتم انتقاؤهم، بحسب محمد مزيان، وإخضاعهم لتكوين متخصص يمكنهم من اكتساب الخبرات اللازمة لسد الفراغ الذي تركته الإطارات المغادرة، سيما وأن الشركة تعيش مرحلة غير مسبوقة فيما يتعلق بالاستثمارات الخارجية، الموزعة على الكثير من الدول، مثل موريتانيا ومالي والنيجر ومصر وليبيا، التي سجل بها أكبر اكتشاف نفطي بمنطقة غدامس، وكذا البيرو بأمريكا الجنوبية، التي بدا الإستثمار بها يأتي ثماره بتسجيل أرباح سنوية بقيمة 100 مليون دولار. * وجاء كلام مدير سوناطراك متماشيا مع تصريح سابق لوزير الطاقة والمناجم شكيب خليل، أكد من خلاله أن الشركة تتجه حاليا إلى الإهتمام أكثر بعمالها وإطاراتها والتكفل بهم من كافة الجوانب الإجتماعية، وكذا تعزيز الإجراءات المتعلقة باستفادة عمالها من حقوقهم في السكن والنقل والوقاية أثناء العمل إضافة إلى التكوين، وتحسين ظروف العمل، مع إنشاء بنك خاص بعمال الشركة. * وعلى صعيد آخر، أكد محمد مزيان أن شركة سوناطراك قررت التخلي عن نمط العقود الطويلة الأمد في تصدير الغاز لشركائها، وأوضح مزيان أن القرار جاء بعد التجربة التي عاشتها سوناطراك مع غاو ناتورال الإسبانية، بعد قرار الشركة الجزائرية الرفع من أسعار الغاز تماشيا مع الأسعار العالمية، وهو الأمر الذي لم يرق للشركة الإسبانية، ما حتم على الطرفين المتنازعين اللجوء إلى التحكيم الدولي. * وكشف مزيان بالمناسبة عن تحقيق الجزائر عائدات بترولية قيمتها 13.1 مليار دولار خلال الأشهر الأربعة الأولى من سنة 2009، مشيرا إلى أن المستوى الحالي لأسعار البترول في السوق الدولية قد يسمح لسوناطراك بتحسين مداخليها لاسيما عائدات الغاز.