مجمعات سعودية مختصة في البيتروكيماويات مهتمة بالاستثمار في الجزائر أكد محمد مزيان، الرئيس المدير العام لمجمع "سوناطراك"، أن الجولة الجديدة لمنح تراخيص التنقيب عن النفط والغاز ستكون بعد شهر رمضان، حيث قال إن الشركة تعكف حاليا على تحضير المتطلبات والملفات التقنية للعملية. وأشار مزيان، الذي كان يتحدث على هامش مؤتمر غازتك 2009 الذي نظم مؤخرا في العاصمة الإماراتية أبو ظبي، أن الشركة ستواصل مخططها الاستثماري وتسعى إلى زيادة طاقتها الانتاجية، سواء من الغاز أو النفط، حيث يبلغ إنتاج الجزائر الحالي 1.2 مليون برميل يوميا تماشيا مع قرارت "الأوبك" بتخفيض الإنتاج، مؤكدا أن تداعيات الأزمة المالية العالمية لن تمنع الشركة من مواصلة خططها الاستثمارية. ونفى مزيان استغلال شركته للخلاف الأخير بين روسيا والاتحاد الأوروبي حول إمدادات الغاز، لكنه اعتبر أن سعي شركته لتعزيز مكانتها كثاني مورد للغاز نحو أوروبا: "أمر طبيعي، ما دامت السوق تنافسية تخضع للعرض والطلب، ومن حق سوناطراك استغلال الفرص المتاحة بالسوق"، وأكد أن الشركة تعمل على رفع طاقتها الانتاجية لمواكبة الاحتياجات الأوروبية، واستبعد أن تقوم الشركة بالتخلي عن أي من موظفيها البالغ عددهم 120 ألف موظف، بعدما سرحت كبريات الشركات العالمية عددا من عمالها جراء الأزمة المالية، وأضاف مزيان أن "سوناطراك" تسعى لتعزيز مرتبتها الثانية عشرة عالميا في ترتيب شركات الطاقة من حيث الإيرادات، كما تعد أول شركة إفريقية في هذا الترتيب، وأكبر شركة غاز في المتوسط، وثاني مصدر للغاز المميع في العالم. وتواصل "سوناطراك" مفاوضاتها مع شركة "توتال" الفرنسية و"كونسرتيوم ألمات" بخصوص مشروعي وحدة تكسير الايثان ومصنع الميثانول، حيث قال مزيان إن المفاوضات لا تزال جارية، خاصة بعد قرار الحكومة الأخير بأن تكون حصة "سوناطراك" 51% من نسبة المشروع. تجدر الإشارة إلى الجزائر هي الدولة الوحيدة في الوقت الراهن التى تشهد عمليات منح عقود من أجل تطوير حقول النفط والغاز، حيث تشهد مختلف المناطق وبالأخص في منطقة الخليج العربي ركودا ملحوظا، حيث أشار أحد مدراء الشركات الإجنبية إلى أن الجزائر تعتبر المكان الوحيد الذي يشهد نشاطا في الوقت الراهن. من جهة أخرى، تسعى العديد من الشركات السعودية النشطة في قطاع البتروكيماويات إلى إقامة شراكة مع شركة "سوناطراك" للاستفادة من توفر المادة الخام في الجزائر، حيث قال صالح النزهة، رئيس شركة التصنيع الوطنية للبتروكيماوية، أكبر شركة خاصة في السعودية، إن شركته تبحث عن فرص إستثمارية في الجزائر، ونفس الشيء بالنسبة للشركة الوطنية للبتروكيماويات (نتبت)، حيث قال رئيس مجلس إداراتها إن شركته ترغب بقوة في الاستثمار في الجزائر.