مستغانم يوم أمس/ صورة: الشروق سادت منذ الساعات الأولى من يوم أمس عبر أرجاء وسط مدينة مستغانم أجواء من الهدوء الحذر تميزت بالانتشار اللافت لقوات الأمن من شرطة وعناصر مكافحة الشغب، حيث لوحظ تمركزهم أمام أهم المباني العمومية كمقرات الدائرة والبلدية والمحكمة ومقر الولاية، فضلا عن المقرات الإدارية خوفا من تجدد المواجهات بين الشباب الرافض لقرار منعهم من مزاولة نشاطهم التجاري بطرق فوضوية وسط المدينة، وقوات الأمن، حيث شهدت مدينة مستغانم ظهيرة أول أمس أحداث شغب اندلعت في صفوف التجار غير الشرعيين أدت إلى توقيف حوالي 60 شخصا حسب آخر حصيلة فضلا عن إصابة 6 أشخاص بجروح بينهم 4 أعوان في صفوف الشرطة، كما تعرضت سيارة من نوع بوجو206 إلى عملية تخريب. * حاولت، صباح أمس، في حدود الساعة العاشرة، مجموعة من الشباب تتكون من حوالي 50 تاجرا غير شرعي تنظيم مسيرة عفوية باتجاه مقر البلدية انطلاقا من سوق عين الصفراء بهدف فتح قنوات حوار مباشرة مع رئيس البلدية لإيجاد حلول ناجعة لأوضاعهم الاجتماعية في ظل إصرار القوة العمومية على منعهم من مزاولة نشاطهم، حيث انحسر مطلب الشباب الذين التقتهم "الشروق اليومي" حول إمكانية توفرهم على تراخيص ممضاة من طرف مصالح البلدية تسمح لهم بالنشاط في أي فضاء آخر، غير أن المسيرة السلمية سرعان ما تم إجهاضها من طرف قوات مكافحة الشغب، الأمر الذي نتج عنه مشاهد من الفوضى العارمة وسط المدينة تخللتها عمليات كر وفر وحالات من الخوف والذعر في صفوف المواطنين. * في هذه الأثناء، وفي أول رد فعل رسمي على أحداث الشغب التي كانت مدينة مستغانم مسرحا لها يوم أول أمس، أكدت والية مستغانم السيدة يمينة زرهوني عن أسفها لانزلاق الوضع إلى أحداث عنف وشغب، وقالت أن الأحداث ترتبت عنها اعتداءات وخسائر محدودة، غير أن المسؤولة الأولى عن الجهاز التنفيذي أصرت في تدخلها على ضرورة فتح تحقيق لمعرفة المتسببين الفعليين وراء هذه الأحداث، في إشارة ضمنية إلى أياد قامت بتحريك الشارع، وهو الاعتقاد السائد هذه الأيام بدليل أن المصالح الأمنية قامت ليلة أول أمس بحملة اعتقالات واسعة في صفوف من يشتبه أنهم من المحرضين بناء على عمل استعلاماتي باشرته ذات المصالح. * هذا وجددت الوالية تمسكها بقرار تنظيم الخريطة التجارية للمدينة، حيث عبرت عن أملها في ان يتفهم هؤلاء الشباب إجراءات السلطات المحلية الرامية إلى تطهير المدينة من التجارة غير الشرعية. وبالمناسبة دعت فئة الشباب للتقرب من مصالح الدائرة والبلدية بغرض تحضير إجراءات تعويضهم بأماكن جديدة لمزاولة نشاطهم. * كما شهد أمس مقر محكمة مستغانم تواجدا كثيفا لأهالي الموقوفين تحسبا لانطلاق مجريات التحقيق القضائي من طرف وكيل الجمهورية لذات المحكمة، غير أن الأجواء المشحونة بالغضب التي ارتسمت على وجوه الأولياء من نساء ورجال وشباب حالت دون تقديم حوالي 60 موقوفا أمام العدالة خوفا من اندلاع مواجهات قد لا يحمد عقباها.