أظهرت محاكمة شابين من ولاية قسنطينة أمس بمحكمة الجنايات بالعاصمة حول تهم تتعلق بالإرهاب بأن الجماعات الإرهابية تعتمد في نشاطاتها داخل وخارج الوطن "على المساجد والحلقات الدينية" لتجنيد الشباب الجزائري في صفوف "القاعدة" بعد التغرير بهم وإيهامهم بفكرة "الجهاد" المشروع في العراق وأفغانستان؟ * * فعلى غرار مسجد الوفاء بالعهد بالقبة الذي ذكر اسمه في العديد من القضايا المسلحة، ورد أمس ذكر مسجد عمر بن عبد العزيز بمدينة قسنطينة الذي كان يتردد عليه الشابان (ب. عادل) و(ب. عبد المالك) المتهمان بجناية الانتماء إلى جماعة إرهابية تنشط داخل وخارج الوطن، والإشادة بالأعمال الإرهابية، وتمويل وتموين الجماعات الإرهابية، وجنحة عدم التبليغ عن جناية. * أطوار القضية المتابع بها الشابان اكتشفت في مارس 2007 بناء على التحريات التي قامت بها مصالح الأمن حول الشبكات الإرهابية التي تنشط داخل وخارج الوطن واتصالاتها بالشباب لغرض تجنيدهم، حيث وردت معلومات أولية تفيد أن "كتيبة الرعب" التابعة للولاية السابعة، سكيكدةوقسنطينة، والتي يترأسها المدعو أبو العياش، تقوم بتجنيد بعض الشباب ل "الجهاد" عن طريق مسجد عمر بن عبد العزيز، لتلقي مصالح الأمن القبض على كل من (ب. عادل) و(ب. عبد المالك) للاشتباه بتورطهما مع هذه الجماعة. * أثناء جلسة المحاكمة أمس أنكر المتهم الأول (ب. عادل) علاقته بالجماعات الإرهابية، مصرحا أنه فعلا كان يتردد على مسجد عمر بن عبد العزيز ويحضر حلقات هناك، حيث التقى بالمدعو ياسين الذي سمله رسالتين حول "الجهاد" وحاول إقناعه بفكرة "الجهاد" غير أنه رفض ذلك لأنه كان يحضر لزفافه، هنا واجهه القاضي بتصريحاته الأولى التي يقول فيها: "إنه فعلا التقى بالمدعو بلقاسم بمسجد عمر بن عبد العزيز وطلب منه تجنيد الشباب للالتحاق بصفوف الجماعة، كما ساعد شخصا تونسيا بإيوائه 6 أيام بمنزله قصد توصيله للجماعات، وأنه التقى بأمير الجماعة بجبال الوحش وسلمه المؤونة؟" غير أن المتهم أنكر هذه التصريحات معتبرا أنه "ذكرها تحت الضغط". * وفي السياق ذاته، فند المتهم الثاني (ب. عبد المالك) كل ما نسبب إليه ليتلو عليه القاضي تصريحاته الأولى قائلا: أنت اعترفت بأن قضيتك تعود إلى 2004 حيث تعرفت على أبو دجانة من العراق عن طريق الأنترنيت وكنتما تتبادلان الحديث حول الالتحاق بالعراق، وهذا الأخير قال لك يجب تزكيتك من قبل الجماعة في الجزائر؟" وأنكر المتهم كل هذا الكلام مدعيا أنه يسمعه لأول مرة، لينفي علاقته بالتجنيد ومعرفته للتونسي. * في المقابل التمس النائب العام تسليط عقوبة 15 سنة سجنا في حق كل من (ب. عادل) و(ب. عبد المالك) معتبرا أنهما كانا على اتصال بحلقات الدرس بمسجد عمر بن عبد العزيز بقسنطينة، وبعد الاقتناع بفكرة "الجهاد" اتصلا بالجماعات المسلحة بالخارج والداخل للنشاط معها. * وبعد المداولة أدانتهما محكمة الجنايات بعام حبسا نافذا عن جنحة عدم التبليغ فيما برأتهما عن باقي التهم.