ح.م أظهرت، الاثنين، محاكمة عدد من المتورطين في العلاقة مع "الجماعة السلفية للدعوة والقتال" أمام جنايات العاصمة أن المتهمين الأربعة الموقوفين كانوا ينشطون ضمن الجماعات المسلحة في الجزائر بعد تشبعهم بفكر "الجهاد" في حلقات بمساجد مختلفة بباش جراح على يد الشيخ (ب.عيسى) المتواجد حاليا في حالة فرار... * وأن أميرهم (ب.عبد الرحمان) هو من جند أصغر انتحاري من باش جراح المدعو "بلقاسمي نبيل" الملقب "أبو مصعب الزرقاوي العاصمي" الذي فجر نفسه بالقرب من ثكنة حرس السواحل بدلس في جويلية 2007، هذا الأخير الذي سيحاكم غيابيا رفقة ثمانية أشخاص آخرين كانوا ينشطون بالمنطقة الثانية ويعملون على تجنيد الانتحاريين لاستهداف أماكن حساسة بالدولة، وتبين أيضا أن المتهمين الموقوفين كانوا ينوون تنفيذ عدة اغتيالات بحق أعوان الشرطة، والتخطيط لتفجير مقر الأمن الحضري بحي الفداء بباش جراح. * افتتح قاضي الجنايات الجلسة حوالي الساعة 11 صباحا وبعد المناداة على المحلفين وتلاوة قرار الإحالة، توجه بالكلام مباشرة للمتهم الأول (ع.سفيان) المتابع بجناية الانخراط في جماعة إرهابية مسلحة. * القاضي: لقد سمعت ماوجه إليك من تهم، دافع عن نفسك؟ * في اليوم الذي اعتقلت فيه بتاريخ 27 ماي 2007 كنت بمسجد الفداء بالحي، وطلب مني محقق الشرطة الذهاب معه للاستفسار عن بعض الأشخاص، لكن لا علاقة لي بالقضية. * القاضي: لكنك تعرف أمير الجماعة (ب. عبد الرحمان ) وقلت إنه وآخرين كانوا يناقشون فكرة الجهاد خارج التراب الوطني؟ * لم أقل ذلك. * القاضي: لكن هذا كلامك الذي أمضيت عليه حتى أنك صرحت بأن عبد القادر وجماعته أنشؤوا فرقة تتولى تغيير المنكر، وتكونت لديك فكرة الانضمام للإرهاب بالجزائر، وبعدها كلفت بتجنيد الشباب في صفوف الجماعات ومن بينهم (ب.فاتح ) و(ل.عبد القادر) من باش جراح واللذان ترددا في الانضمام فيما بعد؟ * أنا لم أجندهم وأعرفهم كأبناء حي. * القاضي: وأنت قلت إن أمير الجماعة بتيزي وزو اتصل بك بعد تفجيرات 11 أفريل التي هزت قصر الحكومة للاطمئنان على الأوضاع، وصرحت أنك تفتخر بتلك العملية؟ * سيدي القاضي أنا لم أصرح هكذا. * القاضي: أنت ترصدت لعناصر الشرطة من أجل تنفيذ اعتداءات ضدهم لكنكم لم تنجحوا؟ وما علاقتك بالمتهمين الآخرين الذين كنت تلتقي معهم بالمسجد وتتحدثون عن الجهاد؟ * ينتقل القاضي للمتهم الثاني (ب. عبد الله) أنت متابع بنفس التهم دافع عن نفسك؟ * أنا لم أصرح، هم سألوني عن الشيخ (ب. عيسى) وقلت لهم أني كنت أعرفه من خلال حلقاته بمسجد النصر بالحي بباش جراح. * القاضي: ماهو الكلام الذي دار بينكم حول الجهاد بالعراق، وكيف أقنعك عيسى بالجهاد في الجزائر؟ * نحن نتكلم عن السياسة، عن كل شيء، أما بالنسبة للشيخ عيسى فهو لديه أفكاره وأنا لدي أفكاري ولم يقنعني بالجهاد. * القاضي : لقد أعلمك المدعو عيسى بانضمام "جماعة الدعوة السلفية للقتال" بالجزائر إلى تنظيم "القاعدة" التابع لبن لادن وكنتم تتكلمون عن الجهاد خارج الوطن، وقد اتصلت به للسؤال عن القاصر نبيل قاسمي الذي اختفى من الحي وأخبرك أنه انضم للجماعات المسلحة بجبال تيزي وزو. * أنا لم أقل هذا الكلام. * يسأل القاضي المتهم الثالث (ج. نور الدين) المتابع بجناية الانضمام لجماعة إرهابية؟ * سيدي القاضي أنا كنت محبوسا في قضية أخرى يوم الوقائع ولا أعرف عما تتكلمون. * القاضي: كم من مرة وأنت تحضر الحلقات مع الجماعة وتكلمتم على الجهاد؟ * لا علاقة لي بهم . * يوجه القاضي الكلام للمتهم الرابع (ب.فاتح) المتابع بجنحة عدم الإبلاغ عن جناية. * القاضي: هل جندك (ع.سفيان) للانضمام للجماعة المسلحة وبعدها غيرت رأيك ولم تبلغ عنه؟ * هذا غير صحيح سيدي القاضي. * وفي الأخير استجوب القاضي المتهم (م. عبد القادر) الذي كان مسجلا في حالة فرار وهو موجود بالسجن للتحقيق معه في قضية إرهابية أخرى. * القاضي: أنت متابع بجناية إنشاء جماعة إرهابية مسلحة والانخراط فيها؟ * لا علاقة لي بهم، أنا كنت في سوريا أعمل في ميدان التجارة وتم ترحيلي في جانفي 2008 إلى الجزائر وأوقفت من قبل الشرطة بالمطار. * وفي هذا المقام التمس ممثل الحق العام تسليط عقوبة السجن المؤبد في حق المتهم (م.عبد القادر) لارتكابه جناية إنشاء جماعة إرهابية تعمل على بث الرعب وسط السكان، فيما التمس تسليط عقوبة 20 سنة سجنا في حق المتهمين الثلاثة الموقوفين و4 سنوات حبسا نافذا في حق (ب.فاتح ).