انطلاق الدورة ال38 للجنة نقاط الاتصال للآلية الإفريقية للتقييم من قبل النظراء بالجزائر    قانون المالية: المحكمة الدستورية تصرح بعدم دستورية التعديلات الواردة على المواد 23 و29 و33 و55    الجزائر ترحب "أيما ترحيب" بإصدار محكمة الجنايات الدولية لمذكرتي اعتقال في حق مسؤولين في الكيان الصهيوني    هذه حقيقة دفع رسم المرور عبر الطريق السيّار    توقيف 55 تاجر مخدرات خلال أسبوع    سوناطراك تجري محادثات مع جون كوكريل    تقليد المنتجات الصيدلانية مِحور ملتقى    اللواء سماعلي قائداً جديداً للقوات البريّة    عطاف يتلقى اتصالا من عراقجي    مكتسبات كبيرة للجزائر في مجال حقوق الطفل    حوادث المرور: وفاة 11 شخصا وإصابة 418 آخرين بجروح بالمناطق الحضرية خلال أسبوع    توقيف 4 أشخاص متورطين في قضية سرقة    أكثر من 500 مشاركاً في سباق الدرب 2024    الجزائر العاصمة.. وجهة لا يمكن تفويتها    التأكيد على ضرورة تحسين الخدمات الصحية بالجنوب    اجتماع تنسيقي لأعضاء الوفد البرلماني لمجلس الأمة تحضيرا للمشاركة في الندوة ال48 للتنسيقية الأوروبية للجان التضامن مع الشعب الصحراوي    فلاحة: التمور الجزائرية تصدر إلى أكثر من 90 دولة    رئيس الجمهورية يتلقى رسالة خطية من نظيره الصومالي    وزير الصحة يبرز التقدم الذي أحرزته الجزائر في مجال مكافحة مقاومة مضادات الميكروبات    الأسبوع العالمي للمقاولاتية بورقلة:عرض نماذج ناجحة لمؤسسات ناشئة في مجال المقاولاتية    رفع دعوى قضائية ضد الكاتب كمال داود    غزة: ارتفاع حصيلة الضحايا إلى 44056 شهيدا و 104268 جريحا    المجلس الأعلى للشباب ينظم الأحد المقبل يوما دراسيا إحياء للأسبوع العالمي للمقاولاتية    صناعة غذائية: التكنولوجيا في خدمة الأمن الغذائي وصحة الإنسان    منظمة "اليونسكو" تحذر من المساس بالمواقع المشمولة بالحماية المعززة في لبنان    كرة القدم/ سيدات: نسعى للحفاظ على نفس الديناميكية من اجل التحضير جيدا لكان 2025    غزة: 66 شهيدا و100 جريح في قصف الاحتلال مربعا سكنيا ببيت لاهيا شمال القطاع    حملات مُكثّفة للحد من انتشار السكّري    الملفات التي تمس انشغالات المواطن أولوية    الجزائر تتابع بقلق عميق الأزمة في ليبيا    الرئيس تبون يمنح حصة اضافية من دفاتر الحج للمسجلين في قرعة 2025    "صفعة قانونية وسياسية" للاحتلال المغربي وحلفائه    الجزائر متمسّكة بالدفاع عن القضايا العادلة والحقوق المشروعة للشعوب    90 رخصة جديدة لحفر الآبار    خارطة طريق لتحسين الحضري بالخروب    قمة مثيرة في قسنطينة و"الوفاق" يتحدى "أقبو"    بين تعويض شايل وتأكيد حجار    3233 مؤسسة وفرت 30 ألف منصب شغل جديد    طبعة ثالثة للأيام السينمائية للفيلم القصير الأحد المقبل    ارتفاع عروض العمل ب40% في 2024    مجلس الأمن يخفق في التصويت على مشروع قرار وقف إطلاق النار ..الجزائر ستواصل في المطالبة بوقف فوري للحرب على غزة    40 مليارا لتجسيد 30 مشروعا بابن باديس    الشريعة تحتضن سباق الأبطال    الوكالة الوطنية للأمن الصحي ومنظمة الصحة العالمية : التوقيع على مخطط عمل مشترك    دعوة إلى تجديد دور النشر لسبل ترويج كُتّابها    مصادرة 3750 قرص مهلوس    فنانون يستذكرون الراحلة وردة هذا الأحد    رياضة (منشطات/ ملتقى دولي): الجزائر تطابق تشريعاتها مع اللوائح والقوانين الدولية    خلال المهرجان الثقافي الدولي للفن المعاصر : لقاء "فن المقاومة الفلسطينية" بمشاركة فنانين فلسطينيين مرموقين    الملتقى الوطني" أدب المقاومة في الجزائر " : إبراز أهمية أدب المقاومة في مواجهة الاستعمار وأثره في إثراء الثقافة الوطنية    ماندي الأكثر مشاركة    الجزائر ثانيةً في أولمبياد الرياضيات    هتافات باسم القذافي!    هكذا ناظر الشافعي أهل العلم في طفولته    الاسْتِخارة.. سُنَّة نبَوية    الأمل في الله.. إيمان وحياة    المخدرات وراء ضياع الدين والأعمار والجرائم    نوفمبر زلزال ضرب فرنسا..!؟    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



أطفال يتحدثون هكذا أصبحنا في خدمة الإرهاب
النهار ترصد أساليب دنيئة لدفع الأطفال لإعتناق أفكار التطرف و الإرهاب
نشر في النهار الجديد يوم 15 - 07 - 2009

الطفل محمد ''كنا نجند الشباب بعد دراسة المحيط الذي يعيشون فيه'' الصبي مصعب يفضح ما يحدث في مساجد العاصمة الدراسة حرام في المدارس علماء دين و علماء سلفيون ناقشنا صبية صغار كانت عقولهم ملوثة بدعوى الجهاد في الجزائر.
أغلبهم استغلوا في العمليات الإنتحارية
أطفال يتحدثون عن غسيل المخ.. وكيف أصبحوا في خدمة الإرهاب
اعتمدت الجماعات الإرهابية بالجزائر، عدة أساليب ووسائل من شأنها الإطاحة بالأفكار الدينية الصائبة والعقيدة الصافية التي ينشأ عليها الأطفال، خاصة في السنوات الأخيرة التي أصبح من الصعب استمالة الشباب، نظرا للجرائم التي عرفت بها الجماعة السلفية للدعوة والقتال بقيادة عبد المالك دروكدال.
الأمر الذي جعل استهداف القصر ضرورة حتمية لتدعيم صفوفها، وكذا لسهولة تنفيذ خططهم الخبيثة المتمثلة في غسيل مخ هؤلاء، الأمر الذي يفسر التعداد الهائل الذي استطاعت عناصر القاعدة من خلاله، إنشاء ترسانة انتحارية قوية خلال السنوات الماضية. تمكنت جماعات الدعم والإسناد الناشطة لصالح كتائب وسرايا التنظيم الإرهابي، المتمثل في الجماعة السلفية للدعوة والقتال خلال السنوات الأخيرة، تجنيد مئات الشباب القصر في صفوفها، معتمدة في ذلك على خبرة عناصرها واحتكاكهم الدائم بشباب حيهم، مما يسهل معرفة الخلفية الدينية والتوجهات التي يقوم عليها الطفل، ومن ثم الإنطلاق في غرس الأفكار التكفيرية التي ينتهجها العناصر الإرهابية. وتتجسد ظاهرة غسيل المخ التي تحدث عنها الخبراء النفسانيون، في الوقائع التي أوضحها عدد من المجندين الذين أدلوا بتصريحاتهم لمصالح الأمن، عن البدايات الأولى في التعرف عن مجنديهم الذين يظهرون على أنهم أئمة في الفقه وأصوله، خاصة وأنهم من أبناء الحي مما يسهل الوثوق بهم، حيث أظهرت عدة محاكمات من هذا النوع كيفية التحاق تلاميذ في المرحلة الثانوية والإكمالية بصفوف الجماعات المسلحة الإرهابية.
محمد عنصر دعم وإسناد: ''كنا نجند الشباب بعد دراسة المحيط الذي يعيشونه''
وقال من جهته التائب محمد، أحد الإرهابيين السابقين في صفوف الجماعات المسلحة بكتيبة الأرقم، وعنصر من عناصر الدعم والإسناد خلال السنوات الأخيرة، أن تجنيد شاب ما للإلتحاق بصفوف الجماعات الإرهابية، يتطلب دراسة كبيرة للمحيط الذي يعيشه، وكذا معرفة ميولاته الدينية وطموحاته، وهذا لن يكون إلا بالإحتكاك وكسب الثقة التي ينبغي أن تكون متبادلة.وتجدر الإشارة؛ إلى أن التائب محمد كان وراء التحاق عبد القهار نجل علي بن حاج بمعاقل القاعدة، وهذا حسب ما أدلى به في محاضر الضبطية القضائية وكذا محاضر قاضي التحقيق
كمال من براقي عمره 16 سنة: ''لا أعلم كيف صرت في خدمة الجماعات الإرهابية''
كشف الطفل كمال من براقي، خلال محاكمته عن الطريقة التي تم من خلالها استمالته من طرف أحد إرهابيي المنطقة، واستطاع إقناعه بفكرة العمل لصالح جماعته، حيث قال إنه كان يقدم له بداية بعض الخدمات الضرورية، ويوليه أهمية كبيرة إلى جانب الحديث معه في أمور الدين، مشيرا إلى أن كل هذا حدث قبل الكشف عن هويته الحقيقية، إذ أن ذلك لم يتم إلا بعد أن تأكد من الثقة الكبيرة التي أصبحت بيننا، مشيرا إلى أنه لم يستطع رد طلبه في ترصد تحركات قوات الجيش الوطني الشعبي، بعدما كشف عن هويته محاولا تبرير ذلك بإقامة دولة إسلامية. وأضاف كمال من جهة أخرى؛ أنه لا يستطيع الإجابة بدقة عن كيفية التحاقه والظروف التي أحاطت به، إلا أنه تكونت له قناعة كافية للعمل مع الجماعات المسلحة، واتضح ذلك من خلال سعي هذا الأخير إلى تجنيد بعض أصدقائه لمساعدته على تنفيذ مطالب الجماعة الإرهابية، حيث أكد أنه ومن شدة التأثير الذي أحدثه ذلك الإرهابي في نفسه، لم يتمكن من إبلاغ والده بالأمر، وأصبح يتأخر عن مقاعد الدراسة لعدم التأخر عن أوامر هؤلاء، والتي كنت أرى بأنها ضرورية وواجب ديني.
موسى بونيرة
''النهار'' ترصد أساليبا دنيئة لدفع الأطفال إلى اعتناق أفكار التطرف والإرهاب
الصبي ''مصعب'' يفضح ما يحدث في بعض مساجد العاصمة ''الدراسة حرام في المدارس''
كشفت زيارتنا لعدد من مساجد وقاعات الصلاة بالجهة الشرقية للعاصمة، عن الكثير من خبايا التحاق الأطفال وصغار السن بالجماعات الإرهابية، لقد تفاجأنا كثيرا بحالات تحدث على مرأى ومسمع من السلطات المخولة لذلك، خاصة وزارة الشؤون الدينية. كان مسجد ''لابروفال'' أو مسجد الوفاء بالعهد الذي يطلق عليه المتورطون في القضايا الإرهابية، هذا الأخير الذي خرج منه العديد من العناصر والتحق بالجماعات الإرهابية، حتى أن نجل علي بلحاج خرج من هذا المسجد، أسماء كثيرة ذكرت لنا عند تقصينا لأخبار بعض من خرج من هذه الأماكن في رحلة وهمية، وهي رحلة إلى المجهول''رحلة خرافة الجهاد في أراضي المسلمين''، واستباحة دمائهم وأعراضهم. كانت الساعة تشير إلى الواحدة والربع بعد الزوال، بعد توجهنا لأداء الصلاة في المسجد بحي لابروفال بلدية القبة، أول ما لاحظناه هو كثرة الشباب المتردد على المسجد، كان عددهم يزيد عن المائة أغلبهم شباب يتراوح سنهم بين 12سنةو30 سنة، كما كانت مظاهر التدين بادية عليهم، بدأ من اللباس الأفغاني وكحل العينين إلى غاية إطالة شعر الرأس إقتداء بأبي مصعب الزرقاوي ومجاهدي الأفغان، صلى بجانبي أحد الأطفال الصغار كان يبدو عليه أنه لم يحظر وحده، استرقت السمع قبل البدء في الصلاة، فإذا به يسأل عن أشياء عرفت أنها لا تمت لسنه بصلة، لقد كان يسأل عن الجديد في شبكة الأنترنت فيما يخص أسامة بن لادن.
حلق لأطفال لا يتجاوز سنهم 15سنة في مسجد خال من الرقابة
بعد الفراغ من صلاة الظهر، بدأ المصلون في الخروج من المسجد، لكن عددا لا بأس به من الشباب اجتمع كل واحد منهم بأربع أو خمسة أفراد، للحديث في أمور تخص أحوال الدول العربية، تحت غطاء الحديث عن أمور الدين والإتيان بالأذكار والأدعية بعد الصلاة، الأمر الذي شد انتباهي، أن أحدا من مسؤولي المسجد لم يقم بمنعهم أو حتى تكليف نفسه بتحذيرهم، وأن مهمة المسجد هي للذكر وتلاوة القرآن دون غيرها. حيث يؤكد متتبعون للشأن الأمني، أن الكثير من الأطفال الذين يجتمعون في حلق بعيدة عن الرقابة، كانت سببا في تلقي أفكار تدعو وتحرض على العنف تحت غطاء الذكر داخل المسجد.
أولياء ساعدوا ابناءهم على اعتناق التطرف بمنعهم من التعليم في المدارس
يؤكد مترددون على قاعات الصلاة بعدد من أحياء العاصمة، أن بعض الأولياء والآباء يسعون لإقناع أبنائهم بأفكار تحرض على العنف، بدء بمنعهم من التوجه إلى المدارس كغيرهم من الأطفال وحرمانهم من التعليم داخل المؤسسات التعليمية. وتؤكد المصادر ذاتها؛ أن استناد الأولياء في حرمان أطفالهم من الدراسة، راجع إلى الفتاوى والأفكار التي يحملها كتاب ''إعلام القادة الفوارس لهجر فساد المدارس''، وهو الشيء الذي يساعد الصبي والمراهق من الاحتكاك بغيره من الأطفال في مثل سنه وحمل أفكارهم البريئة.
''مصعب'' الطفل الذي فضح أساليب الإرهابيين في حمله لأفكار التطرف
أثناء تواجدي بالمسجد، اقتربت من أحد الصبية الذي قال لي إن اسمه مصعب، فسألته في أي سنة تدرس؟ ليجيبني أن التعليم حرام في المدارس، بسبب الاختلاط ولأن ''الطغاة''هم المشرفون على مثل هذه الأمور، تأكدت بعدها أن الرقابة غائبة حقا في مثل هذه المساجد التي كان من المفروض أن تزداد، بعد أن كشفت التحقيقات الأمنية أن أغلب الملتحقين بخرافة الجهاد في الجزائر، كانت تنطلق من المساجد والمصليات وقاعات الصلاة.
ياسين.ب
تكون البداية بكسب ثقتهم وتنفيذ المهمات البسيطة
القصر مشروع استثماري ناجح لدى الجماعات الإرهابية للمهمات الصعبة
جندت الجماعات الإرهابية النشطة على مستوى ولايات ما يعرف بمثلث الموت، مئات الشباب القصر في صفوفها، تعتمد بالدرجة الأولى على التعبئة الدينية بالأفكار الخاطئة، مما يجعل المجندين يحملون المسؤولية على أنها مسؤولية دينية، على غرار ما صرح به عددا من هؤلاء الشباب أثناء محاكماتهم، إذ يؤكدون عدم معرفتهم للطريقة التي اقتنعوا بها للعمل إلى جانب التنظيمات المسلحة. ''جندل'' ، ''علي'' و''عمر'' هم أطفال لا تتعدى أعمارهم سن 17 سنة وتلاميذ بالطور الإبتدائي والمتوسط، عمد الإرهابي''قوري عبد المالك'' المكنى ''خالد أبو سليمان '' أمير كتيبة الأرقم إلى تجنيدهم وتغيير أسمائهم رفقة 10 أطفال آخرين ينحدرون من مناطق تيزويغين، البرقوقة وأولاد صالح بالثنية، حيث كانوا يلتقون بعناصر الكتيبة بالغابات المجاورة لمناطقهم المحاذية لبعضها البعض، يقتنون مختلف أنواع المؤونة والهواتف النقالة للجماعات الإرهابية المسلحة.وتم تجنيد هؤلاء مقابل مبالغ مالية معتبرة لإغوائهم، من أجل تزويد الجماعات الإرهابية بمختلف المعلومات إلى غاية اكتشاف أمرهم من طرف مصالح الأمن، حيث تأتي مرحلة إعطاء الأوامر، بعد التأكد من الولاء التام للطفل، وفي هذا السياق قال الطفل''ب.عبد الحق'' أمام مصالح الضبطية، إنني ''قمت باقتناء بطاقات التعبئة والشرائح الهاتفية لعناصر الجماعة الإرهابية الذين كنا نلتقي بهم بمنطقة المرايل ببلدية تيجلابين.وعالجت جنايات بومرداس، عشرات القضايا المتعلقة بالأحداث، منهم أطفال لم يتعدوا سن 13 سنة، أين تم عقابهم بثلاث سنوات حبسا غير نافذ باعتبارهم أحداثا، في حين تم عقاب آخرين تراوحت أعمارهم بين 17 و18 سنة بمحكمة الجنايات بمجلس قضاء بومرداس، بأحكام تراوحت بين عام وعامين حبسا نافذا.
زهية.ت/موسى.ب
''الجماعة الإرهابية منعت إبني من النزول وهددت عائلتي بالتصفية''
كشف أحد الأولياء رفض كشف عن هويته أن ابنه الموجود حاليا بناحية جبل القوفي بالزيتونة عن معاناة فلدة كبده ضمن صفوف الإرهابيين الذين منعوه من النزول من الجبل من خلال إبدائه الرغبة الجامحة في النزول عقب تولد قناعته الكبيرة في عدم جدوى البقاء في الجبل، وهو الذي كان قد التحق بصفوف كتيبة الفتح مطلع سنة 2002، وقد كشف لنا محدثنا عن أنه تمكن من الاتصال مطلع سنة 2006، بابنه أين تحدث معه عن تسليم نفسه قبل أن يأتي قانون المصالحة الذي زاد قناعة الوالد في نزول ابنه من الجبل خاصة في ظل وجود قنوات سهلة للاتصال بابنه، هذا الأخير أكد له عن رغبته في النزول وقد كان يحدثه عن طريق الهاتف بإستمرار قبل أن يوشي به أحد الإرهابيين لدى قيادة المجموعة التي حرمته من لقاء عائلته والاتصال بهم، وأن كل المحادثات الهاتفية التي يجريها لاحقا تحدث أمام أعين الأمير الذي يحوز كل الهواتف النقالة، والأكثر من ذلك فإن ابنه الذي يعد من القدامى الذي التحق بالعمل المسلح تم تحويله إلى كتيبة تنشط بعنابة، أين مكث هناك لشهور كعقاب غير معلن لأنه فكر في النزول من الجبل -يضيف محدثنا- الذي سعى بكل الوسائل من أجل إعادة ربط الاتصال بابنه، غير أنه تفاجأ برد أحد الوسطاء الذين هو محل شبهة لدى مصالح الأمن لعلاقته بالإرهابيين، والذي قال له بأن الجماعة ترفض أي اتصال بابنه.
بن سيدي عاشور
رئيس قسم أصول الفقه بالجامعة الإسلامية بقسنطينة
أيها الآباء إتقوا الله في أبنائكم ولا تتركوهم عرضة للتطرف والإرهاب
أما الأستاذ كمال لدرع رئيس قسم الفقه وأصوله بجامعة الأمير عبد القادر للعلوم الإسلامية بقسنطينة، فأكد أن الإسلام حثّ على تربية الأبناء وأنها مسؤولية عظيمة في رقاب الآباء والأولياء، ولا يحق لهم غض البصر والطرف عن متابعة سيرهم ومحاسبتهم إن لزم الأمر، فكل راع مسؤول عن رعيته، كما أن أفكار التطرف لا تتمكن من الأطفال الأبرياء إلا إذا تهاون الآباء أو قصروا في حقهم، فعليهم أن يتقوا الله في فلذات أكبادهم، فإنها مسؤولية عظيمة يوم يقفون بين يدي رب العالمين وهو سائلهم عن ما استرعاهم إياه، كما أنه يجب عليهم تعليمهم الإسلام الصحيح، دون توريطهم في أفكار ومبادئ لا تمت للإسلام الحقيقي بصلة.
ياسين.ب
الأستاذ حلفاوي خبير في علم الإجتماع ل''النهار'':
''الجماعات الإرهابية تقوم بإغراء القصر مستغلة وضعيتهم النفسية والإجتماعية ''
أكد الخبير السوسيولوجي الأستاذ حلفاوي ل''النهار''، أن المجتمع و المحيط، هما اللذان يخلقان الظروف المناسبة للشباب لدفعه إلى الالتحاق بالجماعات الإرهابية المسلحة التي تصل إليهم بطريقة سهلة وبسيطة منتهزة الجوانب النفسية والاقتصادية التي يتخبط فيها الشاب، وذلك بالعمل على عزله من المجموعة التي يعيش فيها.
كيف تفسر نجاح الإرهابيين في تجنيد القصر في الجماعات المسلحة؟
يتم ذلك من خلال ضعف دور المدرسة التي تعلم الطلبة الاتجاه نحو المعرفة والترسيخ فيهم روح النقد والرفض وكيفية الاتصال مع الطرف الآخر، وعودته على سماع خطاب أحادي، يقبله دون التعبير عن رأي خاص به، أو رفضه لأمر ما، وبهذا يصبح الشاب ذات قابلية واستقبال لكل المعلومات.
هل للظروف الاجتماعية القاسية كالبطالة دورا في الالتحاق بالإرهابيين؟
لا، لا، هناك من أبناء الأغنياء ممن وقعوا ضحايا لهؤلاء الإرهابيين الذين يعملون على إلحاقهم بتلك الجماعات المسلحة، لأن هناك فراغ ديني لديهم، ولا نكذب أيضا إن قلنا أنه بالإمكان أيضا الإطاحة بشاب يعاني من البطالة والفقر، في ظل انعدام مرافق ومراكز يمضي وقته فيها بطريقة إيجابية، كما أن هؤلاء يعملون على جعل الحياة التي يعيش فيها الشاب، ظلاما ويعيدونه بتحقيق كل رغباته.
ما هي الوسائل التي تستعملها هذه الجماعات للإيقاع بالشباب القصر؟
لا بد أن نعرف بأن هناك أرضية تحضر لهذا الشاب، مثلا جرثوم واحد لا يستطيع الإطاحة بكامل الجسم، وهذا نفسه ينطبق على التجنيد إلا بتوفر كل الوسائل، كتفسيرهم للمجتمع كما يرغبون، ويعطون له مثلا أسباب عن الزلزال، على أساس أنه امتحان من عند الله، إضافة إلى ذلك يعملون على تدعيم هؤلاء الشباب بأموال باسم إخوتهم في الدين، ويعطون لهذا الشاب أهمية وقيمة بالغة فقدها في مجتمعه الذي أصبحت لا قيمة له فيه، ويستغلون في ذلك إقبال الشاب على المسجد ومن خلال ذلك يدعونه إلى حضور الحلقات زيادة على الصلاة و العمل على المواضبة، إلى أن يصبح مدمنا ويمتلئ وقت فراغه ويكون فيما بعد متعطشا لذلك، إلى أن يتم عزله عن مجتمعه ويغرسون فيه أفكارا، ويصبح يرى والدته وإخوته كفاسقين، ويشترون له ملابس و أشياء أخرى ليصلوا إلى هدفهم من خلال مطالبته بتنفيذ المهمات البسيطة، وصولا إلى الهدف الأسمى والمتمثل في زرع القنابل واستهداف قوات الأمن.
محمد بسة
علماء دين ودعاة سلفيون قاوموا الإرهاب وغلاة الخوارج يتحدثون ل''النهار''
''ناقشنا صبية صغار كانت عقولهم ملوثة بدعوى الجهاد في الجزائر''
أكد عدد من الدعاة والعلماء الذين تحدثت إليهم ''النهار'' بخصوص موضوع تجنيد الصغار والمراهقين من قبل الجماعات الإرهابية واستغلال براءتهم، لتوريطهم في أعمال لا تمت للإسلام بصلة حسب أقوال نفس الدعاة والعلماء. وتمحور حديث المشايخ والدعاة في مناطق مختلفة من الوطن، على حرمة استغلال الأطفال وصغار السن لتوريطهم في الأعمال التي تضر العباد وتسخط ربهم. ويعتبر الذين تحدثت إليهم ''النهار''، أمثال الشيخ أبو بكر يوسف العويسي بولاية جيجل، خريج الحرم المكي بالمملكة العربية السعودية والذي درس عن عدد كبير من العلماء في هذا العصر، كالشيخ العثيمين وبن باز، وكذا الشيخ أبو عبد الفتاح زيراوي بالعاصمة الجزائرية، حيث يعتبر الشيخان من أقطاب السلفية العلمية بالجزائر، إضافة إلى الأستاذ كمال لدرع الدكتور المختص في علم أصول الفقه بالجامعة الإسلامية الأمير عبد القادر بقسنطينة، كما اتصلنا بإمام مسجد أبو أيوب الأنصاري عبد الله كشاوي لسؤاله عن القضية، إلا أنه طلب إعفاءه من ذلك.
ياسين.ب
الشيخ أبو بكر يوسف العويسي بجيجل
''شباب وأطفال صورت لهم الجنة قبل التحاقهم بغلات الخوارج''
أكد الشيخ أبو بكر يوسف العويسي في حديثه ل''النهار''، أنه ناقش العديد من الشباب والأطفال الذين تم تلويث أفكارهم بدعوى قتال الأبرياء وأبناء وطنهم بحجة الجهاد، وكشف ذات المتحدث أنه أقنع العشرات من الأطفال الذين حاولت الجماعات الإرهابية توريطهم وإلحاقهم بصفوفها، عن طريق تصوير الجنة لهم، بمجرد فراقهم للحياة، ويؤكد الشيخ:'' لقد أخبرني الكثير منهم أنهم صوروا لهم الجنة بمجرد مقتله، فالشاب الصغير لا يملك من أمره شيئا، كما أن فوزه بالحور العين يحفزه على القيام بأي شيء، رغم حداثة سنه وصغره، إضافة إلى حشو رأسه بفضائل المجاهد والشهيد، فلمّا يسمع الشاب الحدث المراهق بهذه الأمور، يندفع كالليث ولا يأبه بأي شيء، إنه غسيل الدماغ''
وفي خلاصة لتجربة الشيخ خلال جلسات الإقناع التي جمعته مع الأحداث والمراهقين المغرر بهم، أوضح الشيخ أبو بكر يوسف، أن أغلبهم صغار السن، يلجأ إليهم غلاة الخوارج والإرهابيين لإقناعهم والتغرير بهم لزجهم في قتال الموحدين من أبناء الأمة الإسلامية في الجزائر. وعن لجوء الجماعات الإرهابية لمثل هؤلاء في سنهم، فأوضح ذات المتحدث أن طريقتهم دنيئة، وذلك بحكم أن الصبي أو الطفل لا يعي عواقب فعله، كما أن عملية غسل دماغه سهلة، مقارنة بالعاقل أو الكبير في السن، إضافة إلى كل هذا فإن الرسول صلى الله عليه وسلم أكد في الكثير من المواضع، أن هلاك أمته على أيد من الغلمان أي الأطفال الصغار الذين يفعلون ما لا يعلمون.
ياسين.ب
إرهابيون يعملون على توريط الأطفال في شبكات الإرهاب
''إعداد القادة الفوارس في هجر فساد المدارس'' كتاب لتحريض القصر
يتداول عدد من القصر في بعض مساجد العاصمة، خلال جلوسهم في حلقات صغيرة، دون ترخيص، عدد من الكتب والمؤلفات التي تعتبر من أبرز المراجع التي تحاول تبرير فكرة الجهاد في العالم الإسلامي. ولفت عدد من رواد مساجد في الجزائر العاصمة، إلى وجود كتاب سابق أعده أبو محمد المقدسي منظر تنظيم القاعدة قبل 15 سنة، بعنوان كتاب ''إعداد القادة الفوارس في هجر فساد المدارس''، والذي يحمل أفكارا تحرض أولياء الأطفال والصب


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.