كشفت التّحقيقات الأمنية والقضائية بوهران مع المهاجرين الأفارقة الذين تسلّلوا عبر الحدود البرّية الجنوبية بطريقة غير شرعية، أن شبكات مختصة في تزوير جوازات السفر وتأشيرات الدخول، تعمل في المناطق الحدودية في كل من تمنراست وإليزي، والتي تسهّل تحرّك دخول المهاجرين السرّيين من دول إفريقية إلى الجزائر. وحسب ما صرّح الكثير منهم في عمليات التوقيف ومحاكمتهم نهاية الأسبوع بمحاكم الجنح، أن هذه العصابات المنظمة التي لها وسائط من رعايا أفارقة، تشكل دولة موازية في الجنوب، بإصدارها كل أنواع الوثائق المطلوبة من طرف المهاجرين من رخص إقامة تأشيرة الدخول وجوازات سفر بكل أنواعها، مقابل مبالغ مالية بالعملة الصعبة، وهو ما جعل المدن الجزائرية تكتظ بمئات الأفارقة، وخاصة في ولايات الجنوب كورڤلة وغرداية أو في الشمال كتلمسان ووهران التي أصبحت الوجهة المفضلة للأفارقة، حتى أن بعض فنادق المدينةالجديدة يقيم فيها المهاجرون من دول الجنوب على مدار السنة ويقتصر نشاطهم على عمليات النصب والإحتيال وتزوير العملة وغيرها من الأنشطة الخفية، ومنهم من يحضر للإنتقال إلى الضفة الأخرى. وقد جاءت هذه التّصريحات المتطابقة مع كل الموقوفين الذين يصل عددهم إلى العشرات أسبوعيا، يتم توقيفهم في الحواجز الأمنية عند مدخل مدينة وهران، إذ تشير كلها خن عمل العصابات العاملة بالحدود الجنوبية، هو ما سهل تدفق الأفارقة على المدن الجزائرية، كما يحتمل تواطؤها مع الجماعات الإرهابية والمهربين الناشطين عبر دول السّاحل.