حفيدة الشيخ الابراهيمي /تصوير احميدة .غ تجنّب المشاركون في اليوم الدراسي حول الشيخ البشير الإبراهيمي، الخوض في الجوانب السياسية للرجل، وهو الذي تعرض للمطاردة من طرف نظام بن بلة ووجد نفسه بلا مأوى غداة عودته للجزائر بعد الاستقلال، فضلا عن البطش الذي لقيته عائلته في ذلك الوقت * * اكتفى منشطو اليوم الدراسي حول العلامة البشير الإبراهيمي، الذي نظمه المجلس الأعلى للغة العربية أول أمس بفندق الأوراسي تحت عنوان "مُنوّر الأذهان وفارس البيان"، بالحديث حول الجوانب العلمية في حياة الشيخ البشير الإبراهيمي، وعلاقته باللغة العربية، وكفاحه ضد المستعمر، حيث كان رائد الحركة الإصلاحية في الجزائر، حسب الأستاذ محمد عباس الذي قال:"كان يتحدث من وراء حجاب ومدركا إدراكا واسعا وعلى علم واسع بحال المجتمع الذي يتحدث عنه، فكان الإبراهيمي يستعمل كلمة أمة عندما يتحدث عن الجزائر". * وأضاف المحاضر الذي تناول "أدب المواقف في حياة الإبراهيمي" بأن الشيخ كان صاحب مشروع تجاوز الزمن بنظرته للأمور، إذ كان "رائدا لفن النثر في الجزائر، ويضاهي كبار الكتاب العرب أمثال طه حسين وزكي مبارك". قبل أن يضيف في قراءته لإحدى مقالات الشيخ البشير، "كلمات مظلومة"، بأنه "آن الأوان لإعادة قراءة رموز الحركة الوطنية بمختلف أطيافها ووضعها في سياقها". * كما تطرق اليوم الدراسي إلى مواقف الشيخ البشير من الحركة الصوفية، حيث أكد المتحدثون بأن "الإبراهيمي لم يكن ضد الصوفية كمفهوم راقي لكن وقف ضد الطرقية التي روّجت للخرافات وكانت تعتبر الإستعمار الفرنسي قدرا على الجزائريين". * وفي سياق الشهادات المقدمة في هذا اليوم الدراسي الذي غاب عنه الدكتور أحمد طالب الإبراهيمي، وزير الثقافة والخارجية الأسبق، وهو نجل الإبراهيمي، قالت الدكتورة خولة الإبراهيمي، أستاذة اللسانيات وحفيدة الشيخ البشير، بأنها تتمنى أن لا يصبح تاريخ جدها أيقونة ميتة، كما تمنّت أن تتم الاستفادة من تراث هذا الرجل خاصة في البحث العلمي داخل الجامعات.