ملتقى عين الدفلى يبرز التكامل بين المذهبين المالكي والإباضي عادت أمس المواجهات إلى مدينة بريان عقب صلاة الجمعة بشكل عنيف، خلف أكثر من 60 جريحا، منهم عناصر من قوات الأمن، بالإضافة إلى عديد من الخسائر المادية جراء حالات الحرق والتخريب، حسب ما أدلى به مصدر موثوق ل''الفجر'' يوم أمس، فيما حالت حالة الطوارئ دون تمكن أعيان المدينة من التجوال عبر شوارع بريان للدعوة إلى التعقل والرشاد• عاد ''التخلاط'' ببريان أمس مجددا عقب صلاة الجمعة مباشرة، لتدخل شوارعها دوامة من المواجهات المباشرة بين شباب الأحياء المالكية وشباب الأحياء الإباضية بالتراشق بالحجارة والاعتداء على الممتلكات، خاصة المحلات التجارية بالحرق والتخريب، إذ دخل عدد من شباب الأحياء الاباضية في مواجهات مع شباب الأحياء المالكية تحت ثأتير إشاعات مغرضة من طرف فاعل مجهول، حسب نفس المصدر، ما أدى بقوات الأمن إلى استعمال مكثف للقنابل المسيلة للدموع، وطلب إمدادات أخرى للتحكم في الوضع المتردي• واستنادا إلى مصدر ''الفجر''، فإن تطور الأحداث خلف إصابة أكثر من 60 جريحا بإصابات متفاوتة الخطورة، منهم العديد من قوات الأمن، بالإضافة إلى خسائر مادية معتبرة، منها اندلاع حريق مهول بالمقهى الكائن بمحاذاة مقر المجلس الشعبي البلدي لبريان، كما منع العديد من مستعملي الطريق الوطني الرابط بين بريان وولايات الجنوب الكبير من عبور المنطقة، مفضلين ترقب عودة الهدوء• وقد حال هذا الوضع دون تمكن أعيان الاباضية والمالكية من التجوال في الشوارع، ومباشرة مساعي التعقل والحوار ونبذ العنف، كما كانت تفعله هذه الهيئات سابقا، وهو ما أكده الدكتور بورقيبة في تصريح متزامن ل''الفجر''• ويعتبر تجدد المواجهات امتدادا لتلك التي نشبت ليلة الخميس إلى الجمعة بعد هدوء فرضه الأعيان وعقال المدينة ليلة الثلاثاء إثر دعوة بعض الشباب لرحيل قوات الأمن الوطني الرابضة بشوارع المدينة منذ البدايات الأولى للمواجهات خلال المولد النبوي لسنة .2008 وحسب مصدر آخر من هيئة الأعيان، فإن محاولة إثارة الفتنة من جديد في هذا الوقت بالذات له العديد من الأهداف، منها محاولة إفشال خارطة الطريق التي وقعتها هيئة أعيان الإباضية والمالكية، وبواسطة من الوزير دحو ولد قابلية، وبالتالي عرقلة خطوات الاستمرار في صياغة ميثاق نهائي للسلم ببريان، كما أن المشاركة الأخيرة لسكان المدينة في الانتخابات الرئاسية جعلت العديد من الأوساط ترى أنها لا تمثل أي شرعية شعبية ببريان، خاصة تلك الأحزاب التي دعت للمقاطعة، وبالتالي فهي تحاول الاستثمار في إثارة الفتنة وزرع جو من الفوضى، ولو كان على حساب الأرواح، حسب نفس المصدر• من جهة أخرى، ركزت أشغال أمس الأول الملتقى المغاربي الخامس للمالكية المنعقد بولاية عين الدفلى، والذي عرف حضورا مميزا للعلماء وأعيان الاباضية، وكان من ضمنهم الممثل الشخصي لرئيس الجمهورية، عبد العزيز بلخادم، ووزير الشؤون الدينية والأوقاف، أبو عبد الله غلام الله، على إبراز التكامل بين المذهب المالكي والإباضي، حيث أبرزت توصياته الختامية بالتأكيد على دورهما الرائد في الحفاظ على الوحدة الوطنية بمختلف المراحل التي مرت بها الجزائر، لاسيما خلال الحقبة الاستعمارية، كما تبنى المشاركون إنشاء جائزة لأحسن دراسة فقهية في المذهبين، المالكي والإباضي، وتكريم شخصية علمية أسهمت في وحدة الدين والوطن•