لايزال التحقيق جاريا حول قضية الانفجار الذي هزّ عمارة 190 مسكن بحي عين الله بدالي ابراهيم، أين خلف أربعة قتلى تراوحت أعمارهم بين 17 46 سنة وثلاثة جرحى بالإضافة إلى خسائر مادية معتبرة وإتلاف ملك الغير، حيث انهارت جميع محلات العمارة مع تضرّر طوابقها السبعة. * ويواجه قاضي التحقيق لدى محكمة بئر مراد رايس معطيات متناقضة ومتضاربة على اعتبار أن الخبرة المنجزة من قبل خبير الشرطة العلمية توصلت إلى أن سبب الانفجار الذي وقع بتاريخ 28 ماي من السنة المنصرمة مرده إلى تسرب الغاز من الأنبوب المغروس في باطن الأرض والذي يتم بواسطته تزويد الأنبوب الخاص بهذه العمارة والمتواجد تحت سلالمها. وكشف تقرير الخبير أن هذا الغاز تراكم في غرف صرف المياه القذرة التابعة للعمارة مما ولد ضغطا نتج عنه الانفجار وأرجع الخبير سبب تراكم هذا الضغط، لكون مصالح سونلغاز لم تضع "المطاط الواقي" لتسهيل عملية تسرّب الغاز داخل الشبكة التي تربط بين الأنبوبين. وتأتي هذه النتيجة معاكسة لتقرير مصلحة سونلغاز الكائن مقرها ببولوغين، حيث تمّ التأكيد من خلاله على أن تقنيي سونلغاز عاينوا الموقع قبل حدوث الإنفجار بثمانية أيام وهذا بعد ما وردتهم مكالمة هاتفية بتاريخ 20 ماي من السنة المنصرمة من طرف أحد مواطني الحي يطلب من خلالها التدخل نظير انتشار رائحة الغاز، غير أن سونلغاز التي استجابت لهذا النداء أرسلت فرقتها الميدانية للتقصي عن الأمر من خلال اعتمادها على تقنيات متطورة، لكنها لم تتوصل إلى وجود أي تسرّب للغاز، سواء بداخل العمارة أو خارجها مع التأكيد على أن الانفجار سببه أمر آخر غير الغاز الطبيعي نتيجة لعدم تسجيل أي تسرّب للغاز. وبهذا الصدد، فإن الضحايا والشهود الذين التقت الشروق اليومي بهم أكدوا حقيقة استجابة مصالح سونلغاز لندائهم وزارت الموقع قبل حدوث الانفجار بأسبوع وعاينت العمارة دون أن تنتهي إلى وجود رائحة الغاز، هذه الرائحة التي قال بخصوصها أحد الشهود أنه شمّ رائحتها ولولا ذلك لما قاموا بالاستنجاد بسونلغاز في حدود الساعة الحادية عشرة ليلا، في حين أكد شهود آخرون أن مصالح سونلغاز تستسجيب فعلا لنداءاتهم، لكن تدخلاتها تكون سطحية وغير معمقة. وفي سياق متصل، علمت الشروق اليومي، من مصدر له علاقة بالملف أن قاضي التحقيق باشر منذ أزيد من ثلاثة أشهر، الإستماع للضحايا الذين صنفوا بين الجرحى وضحايا الخسائر المادية وذوي الحقوق، حيث أكد غالبيتهم على تسمكهم بمتابعة سونلغاز قضائيا، إذا ثبت فعلا وجود إهمال من طرف مصالح سونلغاز في حالة توصل التحقيق القضائي المفتوح على مستوى محكمة بئر مراد رايس على أن "سونلغاز" لم تقم بمهامها على أحسن وجه، وأن سبب الانفجار هو تسرّب الغاز.. القضية للمتابعة.