الدكتور سليمان ابراهيم العسكري انتقد رئيس تحرير اكبر مجلة عربية "العربي" الكويتية، الدكتور سليمان ابراهيم العسكري، في لقاء مقتضب ب "الشروق اليومي" بباريس، مستوى أداء الإعلام العمومي الذي تملكه الدول، وقال إن الإعلام الرسمي، "مجند لرفض النقد والحقيقة"، وأن "فشله الكبير وسط الشعوب العربية التي أصبحت تشكك في مصداقيته إلى الاعتقاد القائم على "ان الحقيقة المطلقة تملكها السلطة". * تأسف رئيس تحرير مجلة "العربي" لواقع وحال الإعلام العربي، وقال ل "الشروق اليومي" على هامش احتفال المجلة بعيد ميلادها الخمسين بمقر الأممالمتحدة بباريس "إن الإعلام ينقسم إلى قسمين، إعلام رسمي مجند كاملا لأن يكون ناطقا باسم السلطة السياسية والاقتصادية والإدارية، وهو الإعلام المجند لرفض النقد والحقيقة. أما الإعلام الخاص فهو حديث النشأة وجزء منه جيد بعد أن وضع عجلاته على السكة الصحيحة، لكنه كلما يكبر يواجه قيودا وعقبات كبيرة، يفرضها الإعلام الرسمي والسلطات والرقابة"، وأشار في سياق حديثه إلى ما اسماه بالظاهرة البارزة التي مفادها أن "الشعوب بدأت تهجر الإعلام الرسمي، وتشك في مصداقيته". * * وعن تقييمه لتجربة الإعلام الخاص في الوطن العربي والجزائر بصفة خاصة، قال ابراهيم العسكري بأن جزءا من الإعلام الخاص يشكل خطورة على الشعوب العربية، وليس على الحكام والسلطات، واما الخطورة على الجماهير العربية، الجماهير التي قال عنها العسكري انه بدأ يستغلها جزء من الاعلام الخاص من اجل تحقيق اكبر كم من المصالح المادية، او ينشر افكارا سياسية لدول اخرى لها مصلحة في الدول المعنية والمواطن المسلم لسلب ثقافته ونشر قيم مشبوهة للسيطرة على الشعوب. * * وبلهجة شديدة أعاب ذات المتحدث على الحكام العرب قائلا "ان سياساتهم لا تسير في مسار شعوبهم وتطلعاتها"، وأضاف أن "اغلب حكامنا لم يأتوا إلى السلطة بطرق ديمقراطية والجميع يعرف كيف تدار الحملات الانتخابية في البلدان العربية، وكذا صناديق الاقتراع". مؤكدا "أن اتساع فجوة الثقة بين الطرفين أدى إلى انجازات واغتيالات وقتل دون مبرر، وتمردات مسلحة ضد كل شيء، ولا يمكن امتصاص الغضب إلا بإعطاء الشعوب إدارة جزء من شؤونها". * * وعن ذكرى مرور 50 سنة على تأسيس المجلة، تأسف رئيس تحرير "العربي" عن العراقيل التي تواجه دخولها الجزائر، حيث حمل المسؤولية للموزعين، وقال إن طلبات كثيرة تصلني من الجزائر من اجل اقتناء المجلة التي أكد أنها كانت توزع 35 ألف نسخة شهريا، ثم تقلصت إلى 5 آلاف نسخة فقط بسبب ما اسماه "العراقيل التي تمارسها مؤسسات التوزيع".