كشف جيل بيليكان، مسؤول التنمية المحلية بالاتحاد من أجل المتوسط، على مستوى الرئاسة الفرنسية، أن الاتحاد سيعقد أول اجتماع له اليوم الخميس بالعاصمة الفرنسية باريس، منذ العدوان الصهيوني الغاشم على قطاع غزة، سيخصص لإطلاق المشاريع التنموية في إطار الاتحاد. * * الاجتماع الوزاري، حسب المسؤول الفرنسي، سيخصص لبحث مسألة التنمية المستدامة في حوض المتوسط، وسبل تجسيد الوعود التي أطلقت في إطار المشروع الذي أرسى قواعده الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي قبل حوالي سنة من الآن، لاسيما ما تعلق منه بدول الضفة الجنوبية التي تبقى بحاجة ماسة أكثر من غيرها لدعم جهود التنمية بها. * ولم يكشف مستشار ساركوزي أسماء الوزراء الذين سيحضرون هذا الاجتماع، لاسيما وأن ممثل الجماهيرية الليبية كان قد أعلن في وقت سابق عن تعليق دول المغرب العربي لعضويتهم في الاتحاد من أجل المتوسط، على خلفية الموقف الفرنسي الداعم "بدون شروط" للعدوان الصهيوني على قطاع غزة، وهو الموقف الذي عبر عنه وزير الشؤون الخارجية مراد مدلسي بعد ذلك، عندما قال بأن العدوان الصهيوني على غزة "أصاب كيان الاتحاد من أجل المتوسط في مقتل". * غير أن المسؤول الفرنسي حاول التقليل من وقع هذه التصريحات على مصير الاتحاد من أجل المتوسط قائلا "برغم أحداث غزة، لم نتوقف أبدا عن العمل، وسنعمل من أجل بعث ودفع عوامل التنمية المحلية، وسنواصل عملية بناء الاتحاد مهما كانت الضغوط، حتى نتمكن من إرساء الثقة بين الضفتين الشمالية والجنوبية للبحر المتوسط"، مشيرا إلى تنظيم اجتماع ثان مطلع الشهر الداخل بباريس. * وفي هذا السياق، دعا جيل بيليكان الجزائر للعب الدور الذي تنتظره منها فرنسا في إطار الاتحاد من أجل المتوسط، وقال "رئيس الجمهورية (نيكولا ساركوزي) يسعى إلى جعل الاتحاد من أجل المتوسط حلقة وصل بين أوربا وإفريقيا. هذا ما نحاول إرساء قواعده، كل المشاريع المبرمجة يجب أن تستفيد منها إفريقيا، وهذا يتطلب مساعدة بعض الدول العضوة في الاتحاد من أجل المتوسط مثل الجزائر، التي تربطها علاقات جيدة مع إفريقيا السوداء"، يضيف المسؤول الفرنسي. * وعن المشاريع الرئيسية التي تنتظر الإفراج عنها، يقول مسؤول التنمية المحلية بالاتحاد من أجل المتوسط، هناك مشروع الألياف البصرية الرابط بين إفريقيا والقارة العجوز، وأنبوب الغاز العابر للصحراء الذي سيربط لاغوس، عاصمة نيجيريا بالجزائر قبل أن يصل إلى أوربا، وهو المشروع الذي سيمكن من تخزين الغاز النيجيري في حقول الغاز الجزائرية القديمة، إضافة إلى مشروع للطريق السيار يربط بين العاصمة السنغالية داكار، ومدينة الدارالبيضاء المغربية، ومشروع طريق سيار آخر يربط القارة السمراء بأوربا، لم يحدد معالمه.