أرشيف هدفهم كان إيطاليا لكن محتالا يونانيا باعهم لبني صهيون. كشف منصور الأبي، مدير وحدة تصوير قناة "الجزيرة" القطرية بفلسطين، في تصريح ل"الشروق"، بأن 4 شباب جزائريين يقبعون في سجن الرملة الإسرائيلي منذ ما لا يقل عن العامين، دون أي اتصال لهم مع عائلاتهم وذويهم ومع السلطات الجزائرية. * * أطلقت سلطات الاحتلال الإسرائيلي أخيرا سراح مدير وحدة تصوير قناة "الجزيرة" بالأراضي المحتلة، اليمني منصور الأبي، بعد تسعة أيام من الاعتقال، وهو الذي كان ضمن وفد سفينة "روح الإنسانية"، الحاملة لمساعدات إلى الأبرياء المحاصرين بقطاع غزة، والتي أقلعت في الرابع جوان الماضي من ميناء لارناكا بجزيرة قبرص قبل أن تعترض طريقها قوات من البحرية الإسرائيلية فاقتادتها إلى ميناء أسدود، حيث اعتقلت ركابها، وكان من بينهم مصور "الجزيرة"، ومراسلها عثمان البتيري. * وكشف منصور الأبي، في تصريح خص به "الشروق"، ساعات بعد إطلاق سراحه، عن لقائه بأربعة شباب جزائريين بسجن "الرملة"، حيث قضى أيام اعتقاله التسعة. * وأضاف محدثنا بأن الجزائريين الأربعة، ومنهم شاب يدعى عبد العزيز ولباني، يوجدون في السجن الإسرائيلي، الشهير بكونه أحد سجون الاحتلال الأكثر جهنمية، منذ ما لا يقل عن العامين، دون أن يكون لهم أي اتصال مع أهاليهم ولا مع السلطات الجزائرية، وهو ما دفع بهم إلى اغتنام فرصة إطلاق سراح مصور "الجزيرة" لاستجدائه في إيصال صوتهم إلى خارج أسوار المعتقل. * وأخبر منصور الأبي بأن الشبان الجزائريين، عندما قرروا "الحرقة" إلى أوروبا، لم يكن في تخطيطهم أي نية قريبة أو بعيدة للالتحاق بالأراضي المحتلة، وإنما وقعوا ضحية محتال وعدهم بتسفيرهم إلى إيطاليا، قبل أن يفاجأوا بوصولهم إلى اليونان، وهناك عرفهم على رجل يوناني اقترح عليهم مساعدتهم في بلوغ تركيا، لكن الصدمة كانت كبيرة عندما اكتشفوا بأن هذا الأخير باعهم إلى سلطات الاحتلال الإسرائيلي التي أوهمها بأن الأمر يتعلق بلاجئين سياسيين جزائريين، ذلك في مقابل مبلغ تافه. * وبعد أسابيع طويلة من التحقيقات اللاإنسانية، يقول محدثنا، انتهى الأمن الصهيوني إلى الاقتناع بأن المعتقلين الجزائريين ليسوا سوى "حراقة"، فتمت محاكمتهم على أساس تهمة "الهجرة غير الشرعية"، بعد أن كلف محامي بالترافع عنهم، ومنذ عامين وهم يتواجدون بسجن الرملة، حيث التقاهم منصور الأبي. * وألح مدير وحدة تصوير قناة الجزيرة بالأراضي المحتلة على التذكير بالوضعية السيئة جدا التي يوجد عليها الشبان الأربعة، فهم ممنوعون من الاتصال بأهاليهم، الذين يبدو أنهم يئسوا من احتمال رؤية ذويهم أحياء، كما نفى أي اتصال لهم مع ممثلين عن السلطات الجزائريين. * ووجه المعتقلون الأربعة نداء، عبر زميلهم السابق في سجن الرملة، يدعون فيه السلطات الجزائرية إلى التدخل من أجل إطلاق سراحهم، خاصة وأن طاقتهم على التحمل نفدت، فالاعتقال الجائر صعب، لكن الأصعب منه الاعتقال من طرف سلطات الاحتلال وفي سجن من سجونها. *