من لحيتو بخرلو أكدت مصادر متطابقة أن شبكات من المتعاملين الاقتصاديين تتعاطى عملية تزوير الماركات من النسيج والألبسة مرورا بقطع الغيار والآلات الإلكترونية وصولا إلى التبغ ودقلة النور * * وهذه الصيغ في استيراد ما هو محلي والتي يقدر الأخصائيون نسبتها بنحو 45 بالمائة من الإطار الإنتاجي العام، تكلف الجزائر خسائر رهيبة بملايير الدولارات. * تجمع التحريات التي أجرتها مختلف وحدات مكافحة الجريمة الاقتصادية على كل المستويات في أن قطاع النسيج يتموقع في الصدارة من خلال عدد غير قليل من الخواص الذين يلجأون إلى تركيا، ايطاليا واسبانيا وحتى الصين من أجل إعطاء صبغة أجنبية مزيفة لمنتجاتهم حتى يضمنوا لها الرواج اللازم في ديارنا ولعل حكاية "بيار كاردان" الماركة العالمية الشهيرة التي انتشرت على نحو مدهش في أسواقنا الوطنية أبلغ دليل، حيث أكد لنا أحد المستثمرين الخواص أن هناك سلعا جزائرية وخاصة ملابس الرجال (أقمصة وسراويل) تحمل علامة "بيار كاردان" مع أنها ضبطت في ورشات خياطة متواجدة في القصبة وباب عزون، حيث يتم تصديرها إلى تونس واسبانيا ويعاد استيرادها على أنها ماركة عالمية لتسهيل ترويجها ويتقاسمون الغلة المحصودة فيما بينهم. * ولم تسلم تجارة المواد الغذائية من إضفاء رسوم وشعارات كاذبة على كل ما هو محلي من البسكويت والعجائن، ولعل الكل يلاحظ منذ مدة ترويج شكولاطة "بريمو" و"مافو" وكذلك عجائن "روا"، مع أن مصادر موثوقة توكد أنها تنتج في الجزائر ومصدرها جزائري محض. * ونفس الملحوظة تنسحب على قطع الغيار المستخدمة في مختلف الأدوات الكهرومنزلية من ثلاجات وتلفزيونات، حيث يلجأ عرابوها إل تلبيس نتاجهم حلة صينية أو كورية تحفظ ماء الوجه، وتمرر السلعة دون وجع الرأس مع أنها صنعت في مصنع برج بوعريريج. * * التمور والذهب وجهان لعملة واحدة * كما تتموقع شبكات التمور وخاصة "دقلةالنور"، حيث يتم توريد كميات هامة سنويا من هذه التمور التي تنفرد الجزائر بها نظرا لجودتها ونوعيتها الرفيعة، وتجري إعادة تغليفها وتعليبها في تونس، ايطاليا وإسبانيا وحتى المغرب قبل أن يعاد طرحها في السوق الجزائرية على أنها منتوجات أجنبية ذات جودة عالية. * وأخطر ما يحدث في التمور الجزائرية أنها تهرب عن طريق مافيا كبيرة إلى الخارج، وبالضبط إلى "اسرائيل" التي تشتريها بسعر بخس، ليعاد تصديرها إلى أوروبا بإسم "بات شيفا"، أي بئر السبع و"جوردان ريفرز" و"جردان بلنييز" التابعة لشركة "أكريسكسو". * وفي هذا السياق ذكرت صحيفة "العلم" المغربية أن تمورا من نوع "مجهول" تنتشر في أسواق مراكش والدار البيضاء، تأتي من أوروبا بعد تغيير تغليفها، إلا أنها تحتفظ بالرمز التجاري الإسرائيلي. * وذكرت نفس الصحيفة أن التحقيقات المكثفة لمصالحهم الأمنية أوصلت إلى أنها تستورد من الجزائر بسعر منخفض، ويعاد تغليفها، ثم تصديرها عبر أوروبا إلى المغرب، الجزائر، تونس، مصر ودول عربية أخرى. * وهو نمط متبع في المتاجرة بالتبغ، لاسيما ماركة "الريم" التي يقوم السماسرة بحبكها في مالي والنيجر لتباع العلبة منه في الجزائر ب60 دج في وقت يبلغ ثمن العلبة المنتجة من لدن الشركة الوطنية للتبغ والكبريت 77 دج، والفارق يغني عن التعليق، علما أن المحلول الذي يستخدم في تصنيع "الريم" يجلب من تونس وبطرق ملتوية. * وبشأن المتاجرة بالذهب، ثبت في تقارير رسمية، ان كميات تسرّب بطرق غير قانونية منذ 1985 ويتم فبركتها تحت مسمى إيطالي المدعو "ديزوي كارا"، ويكفي أن تقوم بجولة خفيفة للدلالات لاكتشاف الحقيقة. * ومن جهته، حذر الخبير الاقتصادي عبد الحق لعميري من انتشار هذه الظاهرة التي اعتبرها واجهة حقيقية لتهريب وتبيض الأموال ودعا كل الهيآت بما فيها الجمارك، المصالح المالية، ومصالح قمع الغش إلى وضع ميكانيزمات لمراقبة حركة السلع وسن قوانين صارمة للحد من هذه الظاهرة الخطيرة.