افتتحت الأربعاء في منتجع شرم الشيخ المصري على البحر الأحمر القمة الخامسة عشر لحركة عدم الانحياز بدعوات إلى إقامة نظام دولي جديد أكثر توازنا يأخذ في الاعتبار مصالح دول الجنوب النامية. وعقدت الجلسة الافتتاحية بحضور قادة أكثر من خمسين دولة بينهم رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة ، إضافة إلى الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون، لكن في غياب الرئيسين الإيراني محمود احمدي نجاد والسوري بشار الأسد اللذين يلعب بلداهما دورا محوريا في الشرق الأوسط. * ودعا الرئيس الكوبي راوول كاسترو الذي ترأست بلاده الحركة خلال السنوات الثلاث الأخيرة، في كلمته الافتتاحية إلى إقامة "نظام مالي واقتصادي دولي جديد أكثر عدلا". وأشار إلى أن الأزمة المالية العالمية الراهنة كان مصدرها دول الشمال الصناعية إلا أن "الدول النامية كانت الأكثر تأثرا" بها. وطالب بتأسيس هيكل مالي واقتصادي جديد يستند على مشاركة فعلية لجميع الدول وخصوصا الدول النامية" ،معتبرا أن "الأزمة الحالية لا تحل بحلول تجميلية تحاول الحفاظ على النظام الاقتصادي الحالي الذي يفتقر إلى العدل وانما الحل يمر بالضرورة عبر إعادة هيكلة النظام المالي والنقدي الدولي." وقام راوول كاسترو بعد انتهائه من إلقاء كلمته بتسليم رئاسة الحركة إلى الرئيس المصري حسني مبارك الذي وجه دعوة مماثلة. وقال مبارك : "إننا ندعو إلى نظام دولي سياسي واقتصادي وتجاري أكثر عدلا وتوازنا". وطالب بان "يرسي هذا النظام ديمقراطية التعامل بين الدول النامية والدول الغنية.. * أما العقيد الليبي معمر القذافي فقد طالب في كلمته بمقعد دائم للاتحاد الإفريقي في مجلس الأمن الدولي. وأكد انه بصفته الرئيس الحالي للاتحاد الإفريقي سيطلب خلال الدورة المقبلة للجمعية العامة للأمم المتحدة في سبتمبر "مقعدا دائما للاتحاد الإفريقي في مجلس الأمن الدولي على أن يكون له حق النقض مثله مثل بقية الأعضاء الدائمين في المجلس "الولاياتالمتحدة، فرنسا، بريطانيا،روسيا والصين". وقال "أن الأممالمتحدة اليوم 190 دولة ونحن 118 دولة، إذن نحن الأممالمتحدة ويجب ألا نشعر بالنقص". * كما طلب من قادة الحركة الموافقة على اقتراح تقدمت به بلاده لإنشاء مجلس أمن وسلم للحركة يكون بديلا عن مجلس الأمن الدولي وتحال إليه كل القضايا المتعلقة بالدول ال 118 الأعضاء في حركة عدم الانحياز التي تشكل شعوبها "ثلاثة أرباع شعوب العالم". وفي هذا الخصوص قال القذافي : "نحن 118 دولة وأي مشكلة تخصنا يجب أن تحول إلى هذا المجلس الخاص بالحركة وليس إلى مجلس الأمن الدولي الذي لا نثق فيه ولا تأثير لنا فيه ولا يهتم بمشاكلنا". * وأوضح أن "مجلس الأمن الآن محتكر من قبل مجموعة صغيرة من أصحاب المقاعد الدائمة وهم تحت سيطرة إحدى القوى الكبرى وتم اختزاله في دولة واحدة تهيمن عليه وهذا يشكل خطرا على السلم الدولي. واعتبر أن هذا المجلس أصبح أداة لدولة واحدة وليس دوليا وبالتالي تضررنا كل الضرر منه وأصبح سيفا مسلطا على رقابنا (..) مجلس الأمن ضدنا نحن فقط وهناك خلل خطير جدا في التوازن الدولي يضر بالسلم العالمي." * ومن جهة أخرى ، دعا العقيد الليبي إلى إنشاء محكمة جنائية لدول حركة عدم الانحياز بديلا عن المحكمة الجنائية الدولية التي اعتبر أنها تتبنى معايير مزدوجة فتطالب بمحاكمة الرئيس السوداني عمر البشير "ولا تحاكم من قتل مليون شخص في العراق ولا من يقومون بإعدام أسرى الحرب"، في إشارة إلى الاحتلال الأمريكي للعراق والى التقارير حول قيام الجيش الإسرائيلي بإعدام أسرى حرب مصريين إبان الحروب العربية-الإسرائيلية. وعلى صعيد أخر ، شدد القذافي على تأييده ل حق إيران في تخصيب اليورانيوم لاستخدامه في الإغراض السلمية ولكنه أشار في الوقت ذاته إلى رفضه إنتاج الأسلحة الذرية. وتطرق القذافي إلى مكافحة الإرهاب معتبرا أن هناك خللا كذلك في التعامل معها. وتساءل مستنكرا هل "الذي يملك قنبلة ذرية ليس إرهابيا والذي يمتلك قنبلة يدوية إرهابي".