تصوير: حفيظ بوفدش إجراءات أمنية لضمان عودة جميع الضيوف الأفارقة الى بلدانهم وإحباط إحتمالات "الحرڤة" تختتم اليوم فعاليات المهرجان الإفريقي الثاني الذي احتضنته الجزائر خلال الفترة الممتدة من 4 جويلية الى 20 جويلية الجاري. * * * * حيث تحرص أجهزة الأمن حاليا على مراقبة مغادرة جميع الضيوف الأفارقة التراب الوطني وإحباط محاولة استقرار العديد منهم في الجزائر هربا من أوضاعهم المزرية في بلدانهم الأصلية، خاصة وأن العديد منهم أعربوا عن رغبتهم في الاستقرار تحت غطاء ربط علاقات مع جزائريين. * وتجندت مصالح الدرك والشرطة لضمان عودة هؤلاء بعد تسجيل محاولة "حرڤة" العديد منهم بعد اختتام التظاهرة، حيث تم تدوين جميع أسماء أعضاء الوفود المشاركة ومراقبتهم ومرافقتهم خلال اليومين الأخيرين الى غاية رحيلهم، كما تم تحديد تحركاتهم، خاصة الإطار الرسمي، حيث يتنقل هؤلاء بحرية في مختلف أحياء العاصمة للتسوق، وقد يستغلون ذلك للإفلات، وعلق مسؤول أمني بالقول: "لا يمكن تقييم المخطط الأمني إلا بعد مغادرة الضيوف سالمين وأيضا جميعا". * وقد عرفت العاصمة والولايات الحدودية استقرارا أمنيا طيلة فعاليات المهرجان الإفريقي الذي شارك فيه حوالي 8400 شخص منهم حوالي 8 آلاف إفريقي من مختلف الدول، وجندت مصالح الأمن من شرطة ودرك جميع مصالحها ووحداتها لضمان أمن وتحركات هؤلاء الضيوف وتأمين مساحات العرض ومقرات إيوائهم، وتم إعطاء تعليمات صارمة للتحلي باليقظة لإحباط أية مخططات إجرامية وإرهابية على خلفية أن الأمر يتعلق بصورة الجزائر. * وحرصت أجهزة الأمن على تفعيل العمل الإستعلاماتي في المخطط الأمني الخاص بتأمين المهرجان الإفريقي، خاصة في ظل توفر معلومات عن إيفاد ارهابيين من بومرداس وتيزي وزو باتجاه العاصمة عن طريق القطار للإفلات من الرقابة الأمنية بعد تكثيف الحواجز الأمنية المدعمة بكواشف عن المواد المتفجرة وتجنيد دوريات مدعمة ببنك معلومات عن الأشخاص المبحوث عنهم. * وأفاد مسؤول أمني على صلة بالملف ل"الشروق" في رده على سؤال يتعلق بإحباط اعتداءات وتفكيك شبكات إرهابية خلال المهرجان، انه تم "إحباط مخططات اعتداءات كانت مبرمجة خلال هذا الحدث لتحقيق صدى إعلامي في وجود ممثلي وسائل الإعلام الأجنبية"، وقال إن مصالح الأمن قامت ب"حملات وقائية" في المناطق المشبوهة تتمثل في تعريف الأشخاص والمركبات، مشيرا الى توفر مصالح الأمن على معلومات بمساعي قيادة التنظيم الإرهابي المسمى "الجماعة السلفية للدعوة والقتال" تفعيل الخلايا النائمة المتواجدة بضواحي العاصمة، وأضاف المسؤول الأمني أن أجهزة الأمن تشن حملة ضد شبكات الدعم والإسناد منذ الاعتداءين الانتحاريين اللذين هزا حيدرة وبن عكنون نهاية ديسمبر 2007، ونجحت نسبيا في تفكيك القواعد الخلفية للإرهاب بالعاصمة التي تراهن عليها الجماعات الإرهابية لما تثيره من صدى إعلامي على خلفية الطوق الأمني الذي تتمتع به. * وعلم في هذا السياق، أن مصالح الأمن قامت بحملة توقيفات وسط المشتبه في انتمائهم الى شبكات دعم وإسناد، لكن أطرافا تشتغل على الملف الأمني، تشير الى تراجع التجنيد والدعم بشكل لافت حسب معطيات ميدانية، وهو ما يعكس الصعوبة التي يواجهها التنظيم الإرهابي في تنفيذ اعتداءات إرهابية، خاصة الانتحارية منها التي يعتمدها مؤخرا لسهولة تنفيذها، لكن المخطط الأمني المشدد والعجز عن التمويل بالمواد المتفجرة وراء تراجع النشاط الإرهابي خارج العاصمة أيضا. * ويشير مراقبون للوضع الأمني الى فعالية عمليات التمشيط، خاصة بالولايات الحدودية مع العاصمة بتيبازة وبومرداس التي تعد المنافذ الأساسية وحصار الجماعات الإرهابية في معاقلها شرق البلاد حال أيضا دون تنفيذ هذه الجماعة الإرهابية لاعتداءات تخلف حصيلة ثقيلة لتحقيق الصدى الإعلامي الذي يبقى من أهدافها الأساسية كما وقع بالبرج وخنشلة وبسكرة، وتم تنفيذ عمليات محدودة في مناطق معزولة، وتؤكد المعطيات الميدانية، أن أجهزة الأمن كسبت "معركة الجزائر العاصمة"، وتم تأمين العاصمة رغم المهام المتعددة لرجال الأمن خلال هذه الفترة، حيث تم تجنيدهم لتأمين موسم الاصطياف، خاصة الشواطئ التي تحولت الى هدف للجماعات الإرهابية أيضا والاحتفالات بعيدي الشباب والاستقلال.