جنّدت الجزائر حسب أرقام مصالح الأمن حوالي 22 ألف شرطي يشكلون طوقا أمنيا للجزائر العاصمة والولايات المحتضنة لفعاليات المهرجان الثقافي الإفريقي لضمان الأمن فيها، كما أعلنت جهات من وزارة الصحة عن تجنيد فرق طبية متخصصة على مستوى مطار هواري بومدين وعلى مستوى مواقع إيواء المشاركين في هذا الموعد الثقافي. بينما يعيش سكان العاصمة على وقع انطلاق "المهرجان الثقافي الإفريقي الثاني" وتستعد العائلات للاستمتاع بالفعاليات في الهواء الطلق على مدى 15 يوما وبكل ساحات وقاعات العاصمة والولايات المجاورة، يسهر الآلاف من أعوان الشرطة على ضمان الأمن والسير الحسن للفعاليات الإفريقية، حيث تعيش مصالح أمن الجزائر العاصمة والولايات المجاورة حالة "استنفار" قصوى منذ اقتراب موعد انطلاق المهرجان، فقد عرفت تعزيزات أمنية صارمة ومشددة في كل الشوارع و الساحات و الطرق المؤدية إلى الولايات المشاركة في برنامج التظاهرة. فقد عرفت الجزائر العاصمة والولايات المعنية باحتضان الفعاليات حراسة مكثفة وتفتيش على كل محاور الدخول والخروج من المدن وأقيمت العديد من الحواجز الأمنية المجهزة بآلات ترصد القنابل والتفتيش المدقق لكل السيارات التي تمر والتي يشك في هويتها أعوان الأمن، إضافة إلى تدعيم نقاط المراقبة بأجهزة الكشف عن مواد متفجرة لإحباط أي عمل إرهابي أثناء هذا المهرجان الإفريقي الذي سيشهد مشاركة قياسية بحضور ثمانية آلاف مشارك يمثلون 47 دولة عضوا في الاتحاد الإفريقي. وذكرت الأرقام الأولية التي قدمتها مصالح الأمن أن حوالي 22 ألف شرطي سيسهرون على أمن وسلامة المشاركين في فعاليات المهرجان الثقافي الإفريقي الثاني مع توفير الأمن في المناطق الداخلية وحتى في المدن التي لا تحتضن الفعاليات والمتاخمة للعاصمة وهذا تحسبا إلى أي طارئ قد يأتي من خارج العاصمة بهدف ضمان أحسن الظروف خاصة من الناحية الأمنية وكعملية وقائية خارج حدود الطوق الأمني. تسعى الجزائر من خلال طوقها الأمني الحفاظ على السير الحسن للتظاهرة امنيا وتوفير احساس بالراحة للسكان والضيوف خاصة وأن العائلات الجزائرية مدعوة لحضور اغلب الفعاليات ليلا في ساحات كبيرة ومكشوفة، بالإضافة إلى تأكيد عودة الأمن والسلم في الجزائر واستعادة عافيتها مع إعطاء صورة أخرى عن الجزائر غير تلك التي تحاول بعض الجهات تسويقها وتشويهها في الخارج. ويشمل الطوق الأمني الذي وضعته مصالح الأمن كل من ولاية الجزائر العاصمة، بومرداس، البليدة وتيبازة ويضم كل المناطق الكبيرة والصغيرة وحتى القرى النائية في هذه الولايات. من جانب آخر فقد تزامن انطلاق المهرجان الثقافي الإفريقي مع ظهور مرض أنفلونزا الخنازير الذي هزّ العالم وأحدث هلعا في كل الدول وتحسبا لاستقبال المشاركين في المهرجان الثقافي الإفريقي, تسعى السلطات الجزائرية إلى تعزيز الإجراءات الوقائية لمواجهة خطر أنفلونزا الخنازير وبخصوص الإجراءات المتخذة مع اقتراب المهرجان الثقافي الإفريقي، أعلن المختص في علم الوباء كمال آيت أوبالي عن تجنيد فرق طبية متخصصة على مستوى مطار هواري بومدين وعلى مستوى مواقع إيواء المشاركين في هذا الموعد الثقافي, كما كشف أطباء جزائريون مختصين في الأمراض الفيروسية عن الشروع في فتح مراكز وفروع طبية على مستوى مراكز المراقبة المتواجدة بالمطارات والموانئ الكبرى بالجزائر, وخاصة على مستوى الحدود البرية, بالإضافة إلى تشديد الرقابة على مستوى مراكز إقامة ضيوف الجزائر قبل وأثناء المهرجان بهدف ضمان تغطية طبية فعالة وللتحكم في أي حالة من حالات الأنفلونزا في حالة اكتشافها. وفي نفس الإطار تقوم وزارة الصحة في الجزائر منذ عدة أيام بحملة تحسيسية واسعة عبر وسائل الإعلام المختلفة، إضافة إلى تخصيص رقم أخضر (3030) يوضع تحت تصرف المشاركين في المهرجان الثقافي الإفريقي الذي تستضيفه الجزائر للمرة الثانية بعد أربعين سنة.