تصوير: علاء الدين.ب تحوّلت سهرة أول أمس ببيت بشطارزي إلى وقفة تضامنية إفريقية أخرى، مع تلك التي عاشتها ساحة بورسعيد. * * وتعالت فيها أصوات تنديدية بما يجري للشعب الصحراوي مع آخر مستعمرة في القارة السمراء، تجاوب مميز وهتافات كانت متبوعة في أغلب الأحيان بزغاريد، تعالت لتنشر في أرجاء المكان شعورا تضامنيا مع القضية الصحراوية . * قدم المسرح الوطني الصحراوي مسرحية "باب الفرج"، عن نص للسالك علال لحبيب، وإخراج لمبيريك عبد الله محمد، وسينوغرافيا علي أحمد أباد، وتركيب موسيقي لمحمود مولود محمد بارة. * وقدمت المسرحية الواقع الصحراوي عبر توظيف مختلف الرموز من ألوان وأزياء صحراوية وعتمة سادت الجزء الأكبر من العرض لإبراز عمق المعاناة. * واجتهد الممثلون "الشعرة داحة محمد" و"الناجم حسن قاسم" و"سيدي مصطفى بيري" و"الرقيبي أعلى إبراهيم" و"السالك ديدو لعبيدي" و"السالك علال لحبيب" و"هناء سيداتي مور" و"مريم السالك لحبيب" و"لكور محمد يحيى" و"وردة عبد الله التالي" و"الحسينة سالم الداف" و "الكيطنة علال ارويس" و "مريم أحمد بن عيسى" و"حمد سالم الداف" و"لمام رمضان العيد" و "أحظية حميدة محمد" و"الهيبة أمبارك محمد" و"لمبرابط محفوظ أعلي" و"الداه محمد أمبارك"، وأخيرا الشيخ "سلمى محمد إبراهيم"، الذي منح ما يقارب 50 سنة من عمره للمسرح، فاتخذه لغة مقاومة للظروف والمعطيات القاسية التي عايشها لعقود ولم يفقد الأمل مستعينا بالقليل جدا من الإمكانيات، ليعبر عن الراهن الصحراوي بأبسط الكلمات والأدوار التي جعلت جيلا بأكمله يتعلق بالفن الرابع، بغض النظر عن غياب الاحترافية الأكاديمية أو الممارسة والمدارس والجماليات، إلا أن ما كان يهمه هو إيصال الرسائل وإسماع صوت القضية الصحراوية وتوعية الرأي العام الدولي في كل شبر من هذه الأرض . * وتروي المسرحية وقائع اغتصاب أرض اسمها "ساريو"، حيث حاول المغتصبون الثلاثة أن يساوموا سياسيا وعسكريا من أجل سلب قاطنيها حريتهم، واستباحوا في سبيل ذلك المعقول وغير المعقول، من أساليب الاحتيال، ليسدل الستار على لوحة أمل تلخص الصمود والمقاومة لمختلف أشكال الهيمنة والإصرار على الحق في تقرير المصير، فرفع العلم الصحراوي ودوى النشيد وتعالت الزغاريد ممزوجة بأصوات إفريقية، على الرغم من أنها لم تفهم شيئا من لغة العرض "المحلية"، إلا أن عددا كبيرا منهم وقف مصفقا لما رآه على الخشبة من هول كان قد عاشه إبان الاستعمار الذي عانت منه القارة السمراء لقرون.