الحمالة ينافسون المركبات ويفرضون قانونهم بعاصمة البترول إذ كانت أسر الأغنياء تعيش في بحبوحة من البذخ والإسراف على طول العام والإنفاق المتزايد على أبنائها حتى على أتفه الأمور وكراء فيلات آخر صيحة على الشواطئ والاستمتاع بزرقة البحر بعد النفور من جحيم الحرارة القاتلة بمناطق الجنوب. * * فإن العائلات الفقيرة لا تجد سوى العربات التي تجرها الدواب أو ما يطلق عليها "الدواكرة" أو "الحمالة" و"الكرويلة" في بعض الجهات لتقتات منها بينما يستغل أبناؤها فترة الصيف لتأمين مصاريف الدخول الاجتماعي المقبل هذه الوسيلة التي صمدت لأكثر من ثلاثة قرون ولا زالت إلى اليوم مصدر رزق آلاف العائلات المعوزة، كما أضحت الوسيلة ذاتها المنافس لعديد المراكبات من السيارات المخصصة للحمولة في عدد من الولايات الصحراوية، كما لا زالت تفرض نشاطها وإن تضاءل مقارنة بالسنوات السابقة، ففي ورڤلة، غرداية، الوادي، إيليزي وعاصمة الذهب حاسي مسعود ورغم توسع النسيج العمراني وارتفاع نسبة المركبات بالحظيرة الجهوية فإن العائلات الفقيرة لم تجد سوى الحمير التي تجر العربات لتعيش منها، لأسباب عدة منها انعدام البنزين وقلة المصاريف بمقابل تحصيل بعض الأموال لسد الرمق في أجواء مناخية قاتلة مع نقص المرافق وأماكن التخفيف عن النفس.