استطاع المونديال أن يقلل من عدد المصطافين على مستوى أكبر الشواطئ الجزائرية، حيث كانت في وقت سابق تعرف إقبالا منقطع النظير، إلا أن المونديال وأخبار الفريق الوطني استطاعت كبح جماح المصطافين وإبقائهم لفترة طويلة أمام شاشات التلفاز في البيوت والمقاهي وطبعا بعيدا عن الشواطئ التي لم تألف غيابهم عن رمالها خلال هذه الفترة من السنة. أدى انشغال المواطنين بمتابعة أخبار المونديال الى تقليص حجم الإقبال على الشواطئ رغم افتتاح موسم الاصطياف وارتفاع درجات الحرارة بشكل كبير، وهو ما لاحظناه على مستوى عدة شواطئ بالعاصمة على عكس السنوات الماضية، حيث كانت الشواطئ تعج بالمصطافين القادمين من مختلف ولايات الوطن. فالاصطياف والتمتع بزرقة البحر أصبح من الأمور المؤجلة في أجندة الكثير من الجزائريين الى غاية الانتهاء من متابعة مباريات كأس العالم ومباريات الفريق الوطني على الأخص التي حولت الشواطئ إلى أماكن خالية على عروشها قبل ساعات من انطلاق المباريات، فالاستماع بمشاهدة المونديال لا يمكن استبداله بأي متعة أخرى في نظر الكثير من الشباب الذي فضل التسمر أمام شاشات التلفاز على الاستلقاء على رمال الشواطئ المختلفة. نقمة المونديال تحل على تجار الشواطئ تحول المونديال إلى نقمة على أصحاب المحلات المحاذية للشواطئ والذين ينتظرون حلول موسم الاصطياف بفارغ الصبر لبيع سلعهم وعرض خدماتهم على المصطافين القادمين من مختلف مناطق الوطن وخاصة من الولايات الداخلية القريبة من العاصمة، حيث تقلص بشكل كبير حجم مبيعاتهم نظرا لعدم تواجد المصطافين على عكس السنوات الماضية، حيث فضل هؤلاء عدم تفويت متابعة مباريات المونديال بالتنقل إلى الشواطئ، وهو ما خلق نوعا من التذبذب في الخدمات المقدمة. فعلى مستوى شاطئ عين طاية بالعاصمة لاحظنا عدم تواجد عدد كبير من المصطافين على عكس السنوات الفارطة، وهو ما أدى إلى تقليص حجم كراء الطاولات والشمسيات وبقائها مكدسة بالقرب من أصحابها تبحث عن من يريد قضاء بعض الوقت على شاطئ البحر. يقول مراد أحد الشباب الذي تعود كراء الكراسي والشمسيات ''إن العمل في هذا الشهر ضعيف جدا لانهماك المواطنين خاصة الشباب منهم في متابعة المونديال، وهو ما أثر كثيرا على تجارتنا وجعلنا ننتظر طويلا قدوم الزبائن دون جدوى خاصة في الأيام التي تشهد مباريات كبيرة مثل مباريات الفريق الوطني، فالمكان يصبح خال تماما من المصطافين''. أما عمر بائع السندوتشات فقد أكد هو الآخر تراجع نسبة مبيعاتهم لعدم توافد المصطافين بشكل كبير خاصة أنهم يتعاملون بشكل كبير مع المصطافين القادمين من الولايات الداخلية والذين يبدو أنهم قرروا هذا العام ألا يزوروا الشواطئ إلا بعد نهاية المونديال. فأغلبهم حضروا لمدة يوم أو اثنين على أكثر تقدير وعادوا من حيث أتوا على خلاف السنوات الماضية، حيث كانوا يقضون الأسابيع وهم يستمتعون بالبحر والسباحة على مستوى شواطئ مختلفة بالعاصمة. س.ح