زيادة تبقى غير كافية في نظر الطلبة.. ترقية مركزي بوزريعة ودالي براهيم إلى جامعتين مستقلتين أفادت مصادر مطلعة "للشروق" عن شروع الحكومة في التحضير لمشروع مرسوم تنفيذي يعدل ويتمم المرسوم التنفيذي رقم 90- 170 الصادر في العام 1990، الذي يحدد شروط الاستفادة من المنح الدراسية ومبالغها. * * إذ ينص المرسوم على رفع منحة الطلبة بناء على قيمة الرواتب التي يتقاضاها الأولياء، على أن تدخل الزيادة حيز التنفيذ بداية من الفاتح سبتمبر القادم. * ويصنف المرسوم التنفيذي الطلبة إلى ثلاث فئات بناء على قيمة الرواتب التي يتقاضاها أولياءهم مقارنة بالأجر الوطني الأدنى المضمون، إذ لن يتساوى الطلبة مستقبلا من حيث قيمة المنحة التي يتقاضونها كل ثلاثة أشهر، حيث قررت وزارة التعليم العالي أن يتم تحديدها حسب راتب الأب أو ولي الأمر، فهي ترتفع كلما انخفض الراتب، وتقل كلما ارتفع الأجر الشهري. * وبموجب المرسوم الجديد سيستفيد الطلبة الذين يثبت أولياؤهم دخلا صافيا يقل عن أربع مرات الأجر الوطني الأدنى المضمون، ما يمثل 48 ألف دج، من منحة شهرية قدرها 1350 دج أي ما يعادل 4050 دج كل ثلاثة أشهر، ويمثل هؤلاء غالبية الطلبة، على اعتبار أن معظم أجور العمال لا تتجاوز أجورهم 40 ألف دج شهريا، من ضمنهم عمال الوظيف العمومي البالغ عددهم أزيد من مليون عامل. * ويؤكد رئيس مجلس أساتذة التعليم العالي عبد المالك رحماني أن أزيد من 92 من الطلبة، ممن يتقاضى أولياؤهم أقل من 4 مرات الأجر الوطني الأدنى المضمون، الذي تم تحديد قيمته ب 12 ألف دج شهريا، وقد خصصت الدولة ميزانية لهذه الفئة قدرت بحوالي 4 ملايير دج كل ثلاثة أشهر، أي 12 مليار دج سنويا. * في حين تتمثل الفئة الثانية في الطلبة الذين يثبت أولياؤهم دخلا يفوق أربع مرات الأجر الوطني الأدنى المضمون، أي أكثر من 48 ألف دج شهريا، ويتقاضى هؤلاء منحة شهرية قدرها 1200 دج، أي 3600 دج كل ثلاثة أشهر، وتقل نسبة هذه الطلبة بالنظر إلى شبكة الأجور المعتمدة في الجزائر، حيث أن الغالبية الساحقة من العمال والموظفين يتقاضون أقل من أربع مرات الأجر الوطني الأدنى المضمون، في حين أن فئة قليلة فقط من الطلبة ممن ينتمون إلى أسر يعمل فيها الأب والأم معا، وفي تلك الحالة فإن دخل الأسرة قد يفوق أربع مرات "السميغ". * أما الفئة الثالثة التي ينص عليها مشروع المرسوم التنفيذي فهم الطلبة الذين يتقاضى أولياؤهم دخلا يقل أو يساوي 8 مرات "السميغ"، أي 86 ألف دج شهريا، إذ لن تستفيد هذه الفئة من زيادة في المنحة المخصصة لها، وستظل عند 900 دج شهريا، وهو ما يمثل 270 ألف دج، وتعد هذه الفئة جد ضئيلة. * وينص المرسوم ذاته على إمكانية تخصيص منحة الدراسات والبحث للطلبة المسجلين في المؤسسات العمومية للتعليم والتكوين العاليين في ما بعد التدرج والطور الثاني، علما أن إعادة تثمين منح الطبلة الجامعيين تمت بناء على قرار أعلنه رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة قبيل الانتخابات الرئاسية في إحدى التجمعات الكبرى التي نشطها عبر الولايات، وهو ما من شأنه أن يساعد الطلبة على تحسين ظرف الدراسة والإقامة، من خلال تمكينه من بلوغ بعض الاحتياجات الضرورية، ويندرج ذلك ضمن إصلاح قطاع التعليم العالي، وتضاف هذه الإعانات إلى أزيد من 60 مليار دج تخصصه الدولة سنويا للخدمات الجامعية، منها النقل والإطعام لفائدة 1 مليون و200 ألف طالب جامعي. * * إنشاء جامعتي بوزريعة ودالي إبراهيم * وبموجب مرسومين تنفيذيين جديدين تم إنشاء جامعة بوزريعة، بعد أن كانت مركزا جامعيا، وهي تتضمن كلية العلوم الإنسانية وكلية العلوم الاجتماعية وكلية الآداب واللغات وكذا كلية الآثار، إلى جانب إنشاء جامعة دالي إبراهيم، وتشمل جامعة بوزريعة على كلية العلوم الاقتصادية والتجارية وعلوم التسيير، وكلية العلوم السياسية والإعلام وكلية التربية البدنية والرياضية، دون أن يترتب عن القرار أي آثار مالية خلال العام 2009. * وتختلف الجامعة عن المركز الجامعي، من حيث قانونها الأساسي، فهي تخضع لرئيس الجامعة وتتفرع إلى كليات، وكل كلية تتفرع إلى أقسام، وتحظى بميزانية معتبرة، وبطاقة بشرية هائلة، خصوصا من ناحية المكونين. * في حين أن المركز جامعي هو جد محدود من حيث عدد التخصصات، لأنه يعد تكملة للجامعة، وهو يتفرع إلى معاهد وليس إلى كليات، وكذا من ناحية عدد الطلبة وكذا الميزانية المرصودة له. * * متحف وطني للآثار بشرشال * ستحظى منطقة شرشال بمتحف وطني جديد يضاف إلى متحف العاصمة، وهو يختصر جزء من تاريخ وماضي المنطقة الغنية بآثارها، إلى جانب تاريخ مناطق وولايات أخرى مجاورة، ومن المزمع أن يوضع هذا المتحف حسب مشروع مرسوم تنفيذي قيد الإعداد تحت وصاية وزارة الثقافة. * ومن المنتظر أن يحوي هذا المشروع الهام على قاعات للعرض ومخازن وقاعة للمحاضرات، إلى جانب مكتبة وفضاء يتجمع فيه الزوار، وهو بذلك سيتخذ طابعا مختلفا تماما عن باقي المتاحف المنتشرة عبر التراب الوطني، لأنه سيحظى بالحيوية ولكونه سيكون بمثابة إشعاع للثقافة، وليس مجرد فضاء لعرض الآثار فقط، وهو ما سيشجع المواطنين على زيارته باستمرار.