تصوير احميدة.غ ميڤان بيري 2004 ب 95 مليونا وكليو كومبوس 2008 بأكثر من 115 مليون سنتيم "قرار الحكومة بمنع القروض الإستهلاكية وتغيير العطلة الأسبوعية وراء رفع أسعار السيارات المستخدمة بأكثر من 20 بالمائة في ظرف أسبوعين.."، هذا ما أجمع عليه سماسرة السيارات وأكبر تجار أسواق السيارات المستعملة في كل من سوق تيجلابين، الحراش، القليعة، سطيف، عزابة، سكيكدة، سيدي سالم بمدينة عنابة، وحتى مؤشرات السوق الافتراضية على الشبكة العنكبوتية "وادي كنيس. كوم" تؤكد ذلك.. "الشروق" تجولت بهذه الأسواق لتجس نبض الإقبال على السيارات القديمة وأسعارها بعد أن تبخر حلم الحصول على سيارة جديدة بصدور قرار منع القروض الإستهلاكية و"الفاسليتي"... * * آثار قرار منع القروض الاستهلاكية يمكن ملاحظتها دون عناء من خلال جولة بسيطة في أسواق السيارات المستعملة، فرغم اختلاف المكان والولاية فإن ملامح الخيبة مشتركة بين المواطنين البسطاء الذين قضى القرار "الصاعقة" على حلمهم حتى في اقتناء "ماروتي"، ما دفعهم للبحث عن بصيص أمل في أسواق السيارات المستخدمة التي كانت هي الأخرى ضحية لقرارات الحكومة على حد تعبير القائمين عليها.. * * قرارات "أويحيي".. تغيّر خريطة سوق السيارات في الجزائر.. * * أحدثت قرارات الحكومة الأخيرة زلزالا حقيقيا في عالم أسواق السيارات، حيث تلاعب قرار تغيير العطلة الأسبوعية بالمعالم الزمنية لأسواق السيارات وضاعفت قرارات قانون المالية التكميلي الصادر في عز الصيف من درجات حرارة الأسواق فضلا عن تغييره للقواعد المتحكمة في الأسعار وقوانين العرض والطلب، حيث غيّر الكثير من الجزائريين الحالمين بامتلاك سيارات خاصة وجهتهم من وكالات بيع السيارات الجديدة إلى أسواق وسماسرة السيارات المستعملة باعتبار أن السبيل الوحيد أمام الجزائري البسيط لامتلاك سيارة جديدة هو "الفاسيلتي" أو البيع بالتقسيط عن طريق القروض الاستهلاكية التي منعتها الحكومة بشكل رسمي ليتجدد أمل القائمين على أسواق السيارات في استعادة الموظفين الذين هجروا المكان منذ أن لجأوا إلى الاقتراض من البنوك لشراء السيارات، ولكن عودتهم ستشيّب رأس الباعة، لأنه من الصعب أن يدفع موظف جهد العمر دفعة واحدة لأجل سيارة قديمة يعلم أنها ستشيّبه.. * * تغيير عطلة نهاية الأسبوع تعصف بأسواق الخميس والجمعة.. * * ارتبطت أغلب أسواق السيارات المستخدمة في الجزائر بأسماء الأيام التي تفتح فيها أبوابها، حيث أغلبها تتزامن مع أيام العطلة الأسبوعية "القديمة" للجزائريين "الخميس والجمعة" حتى يتسنى لأكبر عدد منهم التجول بهذه الأسواق واختيار أفضل ما يناسبه لاقتناء مركبة العمر دون اللجوء إلى التغيب عن دوامهم، إلا أن قرار الحكومة بتغيير العطلة الأسبوعية في الجزائر من الخميس والجمعة إلى الجمعة والسبت أثار الكثير من التساؤلات حول مصير هذه الأسواق التي اكتسبت منذ أكثر من ربع قرن أسماءها وشهرتها من الأيام التي تفتح فيها حتى لقبت بعض الأسواق بسوق الخميس وأخرى بسوق الجمعة كما هو الشأن لسوق السيارات الشهير سوق الحراش وسوق عين البيضاء بولاية أم البواقي الذي يصادف الجمعة وهو ما جعل القائمين على هذه الأسواق يفكرون جديا في تغيير بعضها إلى يوم السبت، ولكن الأسواق التي عصف بها حقيقة قرار الحكومة بتغيير العطلة الأسبوعية هي أسواق الخميس كسوق تيجلابين وسوق حامة بوزيان بولاية قسنطينة وهي أسواق مجبرة على تغيير توقيتها من الخميس القادم إلى يوم السبت بعد أن كسبت الآلاف من الزبائن في الآونة الأخيرة.. * * أسعار السيارات المستخدمة تتجاوز أسعار السيارات الجديدة.. * * التغيّر الملحوظ في سوق السيارات المستخدمة لم يمس شكليات الزمن وإنما طال الأسعار والعروض، فجولة بسيطة في سوق تيجلابين وتفحص سريع لعروض موقع التسويق الافتراضي على شبكة الإنترنيت "واد كنيس .كوم" كافية أن تكشف لك أن أسعار السيارات في ارتفاع جنوني بعد صدور قرار منع القروض الاستهلاكية، فالسيارة التي كان سعرها قبل ثلاثة أسابيع لا يتجاوز 70 مليون سنتيم هي اليوم تتعدى عتبة 85 مليون سنتيم، ويسعى صاحبها لبيعها ب90 مليون سنتيم.. فمثلا سيارة "ميغان بيري" لم يتجاوز سعرها قبل صدور القرار حدود 85 ليرتفع بعد ذلك إلى 95 مليون سنتيم في حين تجاوزت أسعار بعض السيارات المستخدمة أسعار السيارات الجديدة كسيارة "رونو كليو كومبوس" سنة 2008 التي تجاوز سعرها على موقع "وادي كنيس .كوم" حدود 115 مليون سنتيم في حين يتراوح سعر ذات السيارة ولكن جديدة 100 بالمائة عند وكلاء السيارات بين 106 و116 مليون سنتيم حسب الميزات الإضافية. * * سماسرة السيارات يغرقون الأسواق بالسيارات الآسيوية والجديدة.. * * كما يلاحظ الداخل إلى سوق تيجلابين والحراش أن السيارات التي يتراوح تاريخ تصنيعها بين سنتي 2005 و2008 غزت السوق.. ويعلق العارفون بخبايا السوق على هذه المؤشرات بأن فترة الصيف تتميز بقدوم المغتربين القادمين من أوروبا ويحضرون معهم سيارات لبيعها وهناك قانون يحدد جلب السيارات الأقل من ثلاث سنوات فقط، كما أن هذه السيارات تجذب الذين قضى قرار منع القروض الاستهلاكية على حلم اقتنائهم لسيارة جديدة فتكون هذه الفئة من السيارات خير بديل. * كما أن السيارات الآسيوية الصنع هي التي تشهد أسعارها ارتفاعا غير مسبوق، فكل السيارات المعروضة في وكالات بيع السيارات تجد سعرها مرتفعا بالسوق، حيث أرجع "محمد.ن" بائع بسوق الحراش، هذا الارتفاع "ببساطة.. سمسار السيارات يدخل معظم أسواق السيارات وله علاقة بمختلف ممثلي وكالات بيع السيارات في الجزائر.. فهو يعرف السوق جيدا، فالسيارات الجديدة التي فرضت عليه ضريبة مرتفعة من قبل الحكومة، ثم منع شرائها بالقروض الاستهلاكية والتي كان يحلم بها المواطن سيلجأ لمثيلاتها في السوق المستخدمة وبدورنا نحن نرفع أسعارها، نحن نتاجر والتجارة شطارة".