شهدت أسواق السيارات منذ أسبوع حالة غير معهودة، إثر القرار الذي اتخذته الحكومة المتضمن في قانون المالية التكميلي والقاضي بمنع قروض شراء السيارات، إجراء بقدر ما أنعش سوق السيارات القديمة أقلق وكلاء السيارات وانزعج له المواطنون كثيرا. وأتى القرار صادما لوكلاء السيارات والزبائن على حد سواء، سيما الموظفين محدودي الدخل الذين كانوا يمنون أنفسهم باقتناء سيارة، حيث تحرك كل طرف في اتجاهه، ووسط جو هستيري غير مسبوق، ترك الكثير من ردود الفعل على ساحة سوق السيارات بالجزائر. »صوت الأحرار« حاولت استطلاع تأثيرات القرار على سوق السيارات المستعملة فكانت الوجهة نحو سوق الحراش الأسبوعي، لجس النبض ورصد انطباعات المواطنين في الأمر. وكما كان متوقعا كانت ارتدادات القرار الأخير الصادر عن الحكومة والمتضمن منع قروض شراء السيارات بارزة للعيان، وذلك من خلال الزيادات المحسوسة في أسعار مختلف أنواع السيارات المستعملة بنسب حددتها بعض المصادر بأكثر من 2 بالمائة، وهي زيادة كما تحدث إلينا بعض العارفين بخبايا السوق لم تسجل منذ آخر قرار اتخذته الحكومة والمتعلق بفرض ضريبة إضافية على السيارات الجديدة وذلك منذ سنة تقريبا، هذا الارتفاع قال عنه بعض مرتادي السوق بأنه كان متوقعا بالنظر إلى أن نسبة كبيرة من الجزائريين توجهت إلى القروض البنكية لاقتناء السيارات، مضيفين بأن هذه الخطورة أنعشت سوق السيارات المستعملة خلال هذا اليوم، لاسيما أن فئة كبيرة منهم تخشى من ارتفاعات أخرى مع مرور الأسابيع. ومن خلال ما لمسناه بسوق الحراش للسيارات، فإن هذا الارتفاع مس بالدرجة الأولى الماركات التي تتراوح أسعارها بين 250 ألف و350 ألف دينار جزائري بالنظر إلى أن هذه الأنواع من السيارات هي الأكثر طلبا لدى الجزائريين، لاسيما متوسطي الدخل، في حين حافظت أسعار السيارات الفخمة على استقرارها نسبيا، وفي هذا الصدد قال أحد مالكي السيارات »أتيت إلى هنا الأسبوع الماضي، ولاحظت بأن أسعار السيارات على وجه العموم قد ارتفعت«. والملاحظ أن هذا القرار قد شكل صدمة كبيرة لدى عامة المواطنين من الطبقة الوسطى والطامحين للحصول على سيارة، حيث عبر زبائن السوق الذين سألناهم عن سخطهم من قرار الحكومة الأخير، حيث اعتبروه قرارا مجحفا في حقهم مؤكدين بأنه أثر بشكل مباشر على استقرار أسعار السيارات القديمة وهو ما كان جليا بحسب العديد منهم الذين أتوا إلى سوق الحراش بحثا عن سيارة تفي بالغرض، وذلك بعد أن تبخرت أحلامهم في اقتناء سيارة جديدة، في حين أخبرنا آخرون بأنهم جاؤوا من أجل جس نبض السوق قبل اتخاذهم قرار الشراء في هذا الوقت من عدمه، وفي هذا الإطار قال أحدهم والحسرة بادية على وجهه »انتظرت طويلا لأحصل على سيارة بالتقسيط وبعد أن أكملت كل الإجراءات اللازمة، صدمت بقرار منع القروض الذي وقع عليا كالصاعقة، لأجد نفسي اليوم في سوق الحراش أبحث عن سيارة قديمة«.