دق ما لا يقل عن 2500 موال بولاية المسيلة ناقوس الخطر منذ أكثر من 8 أشهر، جراء التقهقر المسجل على مستوى أسعار الماشية، حيث أن النعجة وخرفانها أصبحت تساوي قنطارا من الشعير، على حد تعبير أحد الموالين. * وتسجل تخوفات الموالين بهذه الولاية، في ظل الارتفاع الفاحش في أسعار الأعلاف بمختلف أنواعها، فقنطار الشعير تجاوز 3000 دج، أما مادة النخالة فيتضح أنها تجاوزت كل التوقعات، فثمنها وصل في بعض المناطق من تراب الولاية إلى حدود 2000 و2800 دج أو أكثر من ذلك، ونتيجة لذلك، تضاعفت مخاوف المربين إلى درجة تركت البعض يدفع بما يملك من أغنام إلى الأسواق قصد التخلص من هاجس أصبح يطارده في كل لحظة، بينما اختار البعض الآخر الترحال رفقة ماشيته إلى التل الغربي والشمالي، بحثا عن الكلاء وإنقاذا لما يملك من أغنام.وتأتي مناطق كعين الملح وعين الريش وعين فارس وعين الخضراء وتامسة وبن سرور وامجدل وسيدي عامر وغيرها في مقدمة المناطق المتضررة؛ كونها المجالات الكبرى المشهورة بتربية الأغنام. * يذكر هنا أن عدد رؤوس الماشية بالولاية يقارب 2 مليون، وتمثل الأغنام فيها حوالى 90٪، فهي -يقول عدد من المراقبين- ثروة كبرى بولاية، ومن شأنها أن تساهم في التنمية المستدامة وكحلول وقائية، أمام ندرة الأعلاف وغلاء أسعارها علمت "الشروق اليومي" أن مصالح المحافظة الجهوية لتطوير السهوب، بادرت بفتح عملية كراء المحيطات لأصحاب الماشية، حيث سعر الهكتار الواحد بالمحميات بلغ 1000 دينار، أما في المناطق ذات الغرس الرعوي فثمن الهكتار 2000 دينار، وحسب ذات المعلومات، فإن الإقبال يبقى دون المستوى. الوضع المسجل، وحالة التخوف التي يعيشها المربون، وفي نفس السياق علمنا أنه في إطار برنامج الهضاب العليا 2008 / 2009 تم تخصيص 1700 هكتار للغراسة الرعوية بغلاف مالي قدر بأكثر من 5 مليار سنتيم، وتم في هذا الشأن مراسلة 9 بلديات. * قصد تحديد المساحة التي تغرس، وقد ردت -يقول مصدرنا- 6 بلديات في انتظار الباقي، لكن يتضح أن تفاعل البلديات مع الوضع لا يزال دون ما يتطلبه الوضع من حلول استعجالية ووقائية، وذات أبعاد استراتيجية تساهم في تأمين الثروة الحيوانية بالولاية. * مصالح المحافظة السامية لتطوير السهوب أشارت في أكثر من مناسبة إلى أن هناك أكثر من 16 ألف هكتار كمحيطات قابلة للكراء 2008 / 2009 ذات غراسة رعوية، من جهة أخرى يشار إلى أن البرنامج المسطر في مجال تطوير المناطق السهبية والرعوية، تم تحقيق منه ما يقارب 30 ألف هكتار من 1994 إلى 2009، لكن تبقى موجة الجفاف لهذه السنة وموجة الصقيع التي ضربت المنطقة في 2005 عوامل وقفت وراء تدهور ظروف تربية الماشية بالولاية.