شعوذة واحتيال عابر للبلدان بعد تلقيها عديد الشكاوى حول النشاط المشبوه لدجال مصري، انتقلت "الشروق" إلى محل هذا الأخير بالقبة، حيث يستقبل ضحاياه، الذين يشترك غالبيتهم في كونهم حرموا من نعمة الإنجاب. * * وصلنا محل المشعوذ مع منتصف النهار، وفوجئنا بالعدد الهائل من الناس، من الجنسين، الذين انبهروا به بعدما ظهر في التلفزيون فزاد تهافت الناس عليه ظنا منهم بأنه معالج حقيقي لجميع مشاكلهم، خصوصا وأنه من جنسية مصرية. * انتظرنا ساعات طويلة حتى جاء ودخل غرفته وأخذ يدخل المرضى وكأنهم عند طبيب حقيقي، لكن الفرق بينهما أنه بعدما ينتهي من معاينتهم تلك يقوم بالخروج وإعطائهم الدواء من صيدليته الخاصة التي تتكون من علب للعسل ومجموعة من الأعشاب الطبيعية التي يدعي بأنه يجلبها من مصر والدول العربية وهي تثبت فعاليتها في مدة وجيزة، لكننا عرفنا من مصادرنا الخاصة بأنه يستعمل أعشابا محلية ويقوم أحد مساعديه بوضع الخلطات حسب مقادير معينة بعدها يتم تعبئتها وبيعها بالملايين للجزائريين. * ويستغل المشعوذ ضعف الناس ورغبتهم الشديدة في العلاج من بعض الأمراض المستعصية بسرعة، فيتعمد إيهامهم بأن فترة العلاج لا تزيد عن 21 يوما، فتجدهم يدفعون أثمانا باهظة مقابل مجموعة أعشاب لا يتعدى سعرها الحقيقي بضعة دنانير، والغريب أنه يستعمل حيلة "استرد نقودك"، في حال عدم الوصول إلى النتائج المرجوة، وحتى تنطلي حيلته على الناس أكثر فإنه يطلب إجراء بعض التحاليل الطبية فيظن المريض بأنه مثل الأطباء ولا يختلف عنهم إلا في وسائل العلاج. * وفي المقابل أوضح الدكتور شريف نذير، الرئيس السابق للجمعية الوطنية لأمراض النساء والتوليد، في تصريح ل "الشروق"، بأنه "من المستحيل معالجة أمراض العقم المختلفة عن طريق مجموعة من الأعشاب"، محذرا من مخاطر هذه الأخيرة على الصحة "فقد تكون لها تأثيرات عكسية تزيد من احتمال رفع نسبة تأخر الإنجاب أو الإصابة بأمراض أخرى". * أما الدكتور محمد قماري، المختص في الطب البديل، فقد أشار إلى ضرورة أن يكون المشتغل بالطب البديل طبيبا يدرك نوعية الأمراض وحقيقتها "وهؤلاء لا يشتغلون في التهاب الحنجرة أو الزكام، لأنها لا تدر أرباحا عكس تلك الأمراض التي عجز الطب الحديث عن علاجها".